طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 68
نمايش فراداده

يكون منهم ما تؤثره» (1).

فمن الطبيعي أن لا يكون الأفرادالمختارون لاشغال المناصب من دون امتحانولا نظر في أصولهم وأحسابهم وأنسابهم، علىحالة مرضية من حيث الاخلاص والأمانةوالوفاء...

إن الاسلام يرى أن في سلوك الأباءوالأمهات تأثيراً كبيراً على سلوكأبنائهم الذين يرثون صفاتهم الصالحة أوالطالحة، ولذلك نجد القرآن الكريم يحكيعلى لسان نوح هذه الحقيقة الناصعة حيثيقول بعد أن يئس من هداية قومه طيلة 900 عام:

«رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً،إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلافاجراً كفاراً» (2).

ولقد رأينا قبل صفحات كيف أن الامام أميرالمؤمنين (ع) يخاطب ابنه محمد بن الحنفيةحينما جبن عن التقدم «أدركك عرق من أمك».

الشرف الموروث:

يقول الامام علي بن أبي طالب (ع) فيالفضائل العائلية: «إذا كرم أصل الرجل كرممغيبه ومحضره» (3).

فمن كان ينتمي إلى نسب عريق في الفضائلكان ملازماً للصفات الخيرة في حضورهوغيابه وذهابه وإيابه.

وكذلك قال عليه السلام: «عليكم في قضاءجوائجكم بكرام الأنفس والأصول، تنجح لكمعندهم من غير مطال ولا من» (4). ومن هنا يعلمأن

(1) مجموعة ورام ج 2|286.

(2) سورة نوح |26. هذا وتشير الآية إلى عامليالوراثة والمحيط في التأثير على سلوكالمجتمع، فإن الكافرين إما أن يفسدواالبيئة، أو يخلفوا أولاداً طالحين.

(3) غرر الحكم ودرر الكلم للامدي ص 144 طبعةالنجف الأشراف.

(4) المصدر السابق ص 214 طبعة النجف الأشرف.