بلغة الفقیه

السید محمد ابن السید محمد تقی ابن السید رضا ابن السید بحرالعلوم

جلد 2 -صفحه : 376/ 24
نمايش فراداده

عن تنزيل الإنسان نفسه منزلة غيره فيالأمر الخاص، عكس الوكالة التي‏

و قد يقال- في التخلص عن الاشكال-: إن أخذالأجرة على العمل عن الغير من قبيل الداعيعلى الداعي، فإن الأجير ينبعث نحو الإتيانبما وجب على المنوب عنه بداعي امتثال أمراللّه تعالى المتوجه الى المنوب عنه و هوداع قربى، و الداعي له على داعي الامتثالاستحقاقه الأجرة من المستأجر له على ذلك،فداعي الأجرة في طول داعي القربة لا فيعرضه كي ينافي الخلوص المعتبر في العبادة،فهو من هذه الجهة نظير من قصد بعبادتهامتثال أمر اللّه تعالى المتوجه اليه، وكان داعيه على الامتثال المذكور نيل الأجرو الثواب من اللّه تعالى على امتثاله. و منالواضح: إن ذلك لا ينافي الخلوص المعتبر فيالعبادة.

و فيه: إنه لو كان المصحح لعبادية العبادةمجرد وجود الداعي الإلهي فيها، و كانالإتيان بها بمجرد داعي أمر اللّه وتوسيطه في الامتثال كافيا في عباديةالعبادة و تحقق العبودية و الخلوص و انانتهت سلسلة دواعيه الى داع غير إلهي- لكانذلك وجهان في التخلص عن الاشكال، لكنهبمعزل عن تحقق العبودية و الخلوص، فان منكان داعيه الى امتثال أمر اللّه تعالىالمتوجه نحو المنوب عنه استحقاق الأجرة منالمستأجر له و أخذها منه، كيف يكون مخلصافي عبادته في حين أن داعيه و تحركه نحوالامتثال لو لم يكن أخذ الأجرة ليس إلا،فلا شبهة في كون ذلك دخيلا في الداعيالإلهي و لا وجه لتنظيره بمن كان داعيه الىامتثال أمر اللّه تعالى نيل الثوابالمجعول منه تبارك و تعالى على التقربإليه بالعبادة، و كم فرق بين انتهاءالدواعي المتسلسلة الى اللّه تعالى، و بينانتهائها إلى غيره، فإن الإتيان بالعبادةللّه تعالى راجيا منه لطفه و اجره و ثوابهو توسعة رزقه و نحو ذلك هو من حقيقةالعبودية و مرتبة منها، و ان لم يكنأعلاها، بخلاف الإتيان‏