فی ظلال نهج البلاغة

شرح محمدجواد مغنیه ؛ وثق اصوله و حققه وعلق علیه سامی ‌الغریری

جلد 1 -صفحه : 454/ 427
نمايش فراداده

اللغة:

استشعر الحزن: حزن. و تجلبب الخوف: خاف. وزهر: صفا و أضاء.

و القرى- بكسر القاف- ما يهيأ للأضياف. والنهل: أول الشرب، و المراد هنا انه شرب مافيه الكفاية. و الجدد- بفتح الجيم- الأرضالصلبة المستوية.

و الغمار: جمع الغمر، و هو الماء الكثير. والعروة: ما يؤخذ باليد كالحلقة.

الإعراب:

عبدا اسم ان مؤخر، و جملة اعانه صفة، و منأحب خبر مقدم، و نهلا مفعول مطلق مبينللنوع، و من العرى «من» بيانية، و المجرورمتعلق بأوثقها.

المعنى:

(ان من أحب عباد اللّه اليه عبدا أعانهاللّه على نفسه). المراد بالنفس هناالاهواء و الشهوات المفسدة المهلكة، والمعنى ان الانسان القريب من اللّه سبحانههو الذي يتغلب على نفسه الامارة حين يقعالصدام و الصراع بينها و بين إيمانه ومعتقده، و ليس هذا من الديانة المتزمتة،بل من العمل بوحي الضمير المبدئي الخلقي(فاستشعر الحزن) أي يشعر من نفسه بالتقصيرفي جنب اللّه، فيحزن و يتألم (و تجلببالخوف). تورع عن محارم اللّه خوفا منه، والمراد هنا بالخوف ما ثبت و دام، أما الحالالتي تأتي و تزول فما هي في شي‏ء من الخوفالذي خالط النفس، و نبع من القلب، و مندعاء الإمام زين العابدين عليه السلاماللهم اني أسألك خوف العابدين، و عبادةالخاشعين.

(فزهر مصباح الهدى في قلبه). اهتدى بنورالعلم و الايمان الى نهج السبيل (و أعدّالقرى ليومه النازل به) أي أعد العملالصالح للموت و القبر كما يعد الزادللأضياف (فقرب على نفسه البعيد، و هوّنالشديد). المراد بالبعيد هنا الموت، و هوقريب في واقعه، و لكنه بعيد عن عقولالمستهترين و أفكارهم، و بهذا الاعتباروصفه الإمام بالبعد، و المراد بالشديدالصبر على ما أوجب اللّه،