و عما حرم (نظر) الى باطن الأمور (فأبصر)الواقع (و ذكر) اللّه (فاستكثر) من العمل فيرضاه.
(و ارتوى من عذب فرات) أي من دين اللّه وشريعته (سهلت له موارده فشرب نهلا) هذا،بعد أن أخلص النية، و صدق منه العزم، وجدفي العمل (و سلك سبيلا جددا) أي طريق العلمو العمل، لا طريق النفاق و الشعاراتالزائفة (قد خلع سرابيل الشهوات) التي تقفحاجزا بينه و بين الشعور بالمسئولية عنأعماله و تصرفاته (و تخلى من الهموم) كحبالجاه و المال، و الاهتمام بالقيل و القال(إلا هما واحدا انفرد به). و هو أن يلقىاللّه راضيا مرضيا، أما في الدنيا فليكنما كان، تماما كما قال سيد الكونين: ان لميكن بك غضب عليّ فلا أبالي.
(فخرج من صفة العمى) عن نهج الهداية (ومشاركة أهل الهوى) في الفساد و الضلال (وصار من مفاتيح أبواب الهدى) لعلمه بهذهالأبواب و السبيل اليها (و مغاليق أبوابالردى) حيث ابتعد عنها رحمة بنفسه (قد أبصرطريقه- الى- بأمتنها). هذه الجمل بكاملهامعطوفة للبيان و التفسير على قوله: «فخرجمن صفة العمى، و مشاركة أهل الهوى» و تتلخصبمجموعها في كلمتين و جملة واحدة، و هي علمفعمل.