سريرة) بحسن النية و سلامة القصد (و عمّرمعادا- الى- دار مقامة). أي تزود بالعملالصالح ليوم الفزع الأكبر، فهو وجهالسبيل، و اليه الرحيل، و الإقامة فيهدائمة، و لا يسد فاقته إلا زاد التقوى(فاتقوا اللّه عباد اللّه وجهة ما خلقكمله). خلق اللّه العباد لحياة أفضل، و لاتكون و لن تكون هذه الحياة إلا لمن جاهد وأخلص.
(و احذروا منه كنه ما حذركم من نفسه).احترزوا من معصية اللّه، و ابتعدوا عنها،و أطيعوه في أمره و نهيه حتى تبلغوا الغايةو النهاية من طاعته.. و قد حذر سبحانهالعصاة، و هددهم بعذابه حيث قال: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ- 40 البقرة.
و قال: وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُيُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُعَذابٌ مُهِينٌ- 14 النساء. و تقدم مثله فيالخطبة 23 فقرة 2 (و استحقوا منه ما أعد لكمبالتنجز لصدق ميعاده، و الحذر من هولمعاده). يستحق العباد من خالقهم حسن الثوابشريطة أن يصدقوه في وعده فعلا و قولا، و قدأشار الى هذا الوعد بقوله: وَعَدَ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ- 9 المائدة أما من كذّب وتولى فقد توعده بقوله: وَعَدَ اللَّهُالْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ- 68 التوبة.