(و ارصد لكم الجزاء). ان خيرا فخير، و انشرا فشر.
(و آثركم بالنعم السوابغ). و الإيثار عطاؤكما أنت محتاج اليه، و هذا لا يجوز في حقهتعالى، لأنه غني عن العالمين، و عليه يكونالمعنى ان اللّه سبحانه خصكم بالنعمالتامة الكاملة: وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْنِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً- 20 لقمان.
و الظاهرة تدرك بالحس، و الباطنة بالوحي والعقل (و الرّفد الروافغ). أي و خصكم أيصابالعطايا الواسعة: كُلًّا نُمِدُّهؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَوَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً- 20الاسراء أي ممنوعا، و هؤلاء و هؤلاء إشارةالى أصحاب الجنة و أصحاب النار، فعطاؤهيعم الجميع في الدنيا دون استثناء.
(و أنذركم بالحجج البوالغ). و ذكّرناسبحانه مرات و مرات في كتابه و على لسانأنبيائه، و لم يدع عذرا لنا بجهل أو غفلة(فأحصاكم عددا) توكيد لقوله: و أحاط بكمالإحصاء (و وظف لكم مددا) توكيد لقوله: ووقّت لكم الآجال، و الحكمة من هذا التوكيدو التكرار أن يمهد به لقوله: (في قرار خبرة).أي في دار الدنيا التي يبتلى فيها الانسانو يختبر بالنعم و النقم: وَ بَلَوْناهُمْبِالْحَسَناتِ وَ السَّيِّئاتِلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ- 168 الأعراف. و منالبداهة انه لولا وجود الدعوة و التكليفلكان الاختبار و الابتلاء لغوا و عبثا (ودار عبرة). أي اعتبار بما يحدث فيها منمصائب و متاعب، و هذه العبرة، و تلك الخبرةضرب من اقامة الحجة على من عاند و خالف(أنتم مختبرون فيها) للتمييز بين المخلص والخائن، و المتواضع و المتكبر (و محاسبونعليها) بما معكم من عقل و قدرة و ارادة، وبما جاءكم من رسول و كتاب.