بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و أحمده وأستغفره، و أصلي على نبيه الكريم و آلهالأطهار. و بعد: فهذا هو المجلد الأول من شرح نهجالبلاغة، و ربما بلغ ألفي صفحة في أربعةمجلدات.. هذا، ان كان في الأجل فسحة، و سمحتالظروف، و صدق التقدير، فقد علمتني الأيامو أحداثها أن وراء كل ظاهر باطنا، و قبل كلشيء قضاء و تدبيرا.
التأليف:
و التأليف- بالنسبة إلي- عادة، و مثابرة، ونظام.. فما غيّرت في صيف أو شتاء، و لنأغيّر موعد أكلي و نومي، و شربي الشاي، وقراءتي و كتابتي، و خروجي من المنزل إلالضرورة قاهرة. و كنت قد عزمت على تركالتأليف أو تصورت ذلك بعد انتهائي من«التفسير الكاشف»، و لكن نفسي عاكست وتغلبت.. و نفس الانسان أشد المخلوقات وأكثرها معاكسة و مشاكسة، و أقواها علىعقله و أفكاره.. و كان من ثمار هذهالمعاكسة- حتى الآن- كتابا: فلسفة التوحيدو الولاية، و هذا المجلد من الشرح.