دلكم اللّه عليه و أمركم به من صالحالأعمال، و كريم الخصال (و ان أخوف ما أخافعليكم اثنتان: اتباع الهوى، و طول الأمل).أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، و أما طولالأمل فينسي الآخرة كما قال الإمام عليهالسلام.
للمنبر- بين الدنيا و الآخرة:
(فتزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزونبه أنفسكم غدا) يشير الإمام عليه السلامبهذا الى العلاقة القوية الوثيقة والترابط المتين بين السعادة في الآخرة والصلاح و الاصلاح في الحياة الدنيا، و بينالشقاء في الحياة الثانية و الفساد والإفساد في حياتنا هذه.. يقول عليه السلام:خذوا من هذه الحياة قبل أن يوافيكم الموت،و تزودوا من خيرها الى الآخرة قبل الرحيل،و كم فيها من خيرات.. فما من شيء يسهّلالعيش على الانسان إلا هو خير عند اللّه، وما من عمل يحقق الأمن و الدعة للناس جميعاإلا هو فضيلة في كتاب اللّه، و ما من نهضةتحرر الانسان من الجهل و العبودية والاستغلال إلا هي حق في علم اللّه.. و كل مايسير بالحياة الى الأفضل في أية جهة تكونفهو دين و ايمان عند اللّه.أرأيت الى هذا الترابط العضوي بين الدنياو الآخرة، و هذا التكامل بين الشجرة والثمرة. و اذن أين مكان الريب في اليومالآخر و ما هي عيوب الايمان به و بالوقوفبين يدي عادل قدير لنقاش الحساب على ما فعلالانسان و ترك أ بالثواب و النعيم على ماأحسن، أم بالعقاب و الجحيم على ما أساء..هذه هي الآخرة عند الاسلام.. لا تنفك و لاتنفصم عن عمل الدنيا بحال: مَنْ كانَ فِيهذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِأَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا- 72 الإسراء..أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُواالْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُالَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَالصَّابِرِينَ- 142 آل عمران.. أبدا لا نظريةمجردة، و لا عقيدة مستقلة عن العمل فيالاسلام، كيف و هو القائل: وَ أَنْ لَيْسَلِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّسَعْيَهُ سَوْفَ يُرى- 40 النجم. و من هناكان الاسلام دين العمل حقا و واقعا، العملمن أجل حياة أفضل في شتى الميادين.
و من هنا أيضا يبارك الاسلام الخصب والرخاء، و يحرص على الأمن و العدل، ويستنكر الفقر و التخلف، و يلعن الاستعبادو الاستغلال، و يثور على الظلم و العدوان..