صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ. (و نفث في الآذان نجيا). يلقي فيأذنه بما يريه انه خير له و صالح، قال عز منقائل: وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّنَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ- 112 الأنعام.(فأضل) بأباطيله من يستمع اليه و يثق به (وأردى) أي أهلكه (و وعد فمنى). غره بالأمانيالكاذبة (و زين سيئات الجرائم) بالتمويه والتدليس.
(و هوّن موبقات العظائم). أي قرّب البعيد،و بعّد القريب، و أغرى بكبائر الذنوب والاستخفاف بها (حتى اذا استدرج قرينته، واستغلق رهينته).
المراد بالقرينة و الرهينة هنا النفسالتي أغراها و اصطادها، و يقال: استغلقالرمن اذا عجز الراهن عن فكه عند حلولالأجل، و المعنى ان النفس بعد إغوائهايصعب تحريرها من الضلال و الغواية حيثتصبح رقا و ملكا للغاوي و تضليله (أنكر مازيّن، و استعظم ما هوّن، و حذر ما أمّن).أضله عن سبيل النجاة، و أغراه بطريقالهلاك و سلوكه، و لما سلكه و هلك خذله وعذله تماما كالشيطان كَمَثَلِالشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِاكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّيبَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ-16 الحشر.