و أداة، قال الإمام عليه السلام«المنشىء لا بروية فكر آل اليها، و لاقريحة غزيرة أضمر عليها، و لا تجربةأفادها من حوادث الدهر». (و نشر الرياحبرحمته، و وطد بالصخور ميدان أرضه). قالالشيخ محمد عبده: «يستعمل العرب كلمةالريح للعذاب، و الرياح للرحمة، والميدان: الحركة بتمايل، و الإمام عليهالسلام يشير الى أن الأرض كانت مائدةمضطربة قبل جمودها، و هذا نظم جيد للكلام،إذ نشر الرياح، و إرساء الأرض لازم لحياةالخلائق».
أول الدين فقرة 4- 6:
أوّل الدّين معرفته و كمال معرفتهالتّصديق به. و كمال التّصديق به توحيده. وكمال توحيده الإخلاص له. و كمال الإخلاص لهنفي الصّفات عنه لشهادة كلّ صفة أنّها غيرالموصوف و شهادة كلّ موصوف أنّه غيرالصّفة. فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه. ومن قرنه فقد ثنّاه. و من ثنّاه فقد جزّاه. ومن جزّأه فقد جهله. و من جهله فقد أشارإليه. و من أشار إليه فقد حدّه. و من حدّهفقد عدّه. و من قال فيم فقد ضمّنه. و من قالعلام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث. موجودلا عن عدم. مع كلّ شيء لا بمقارنة. و غيركلّ شيء لا بمزايلة. فاعل لا بمعنىالحركات و الآلة. بصير إذ لا منظور إليه منخلقه. متوحّد إذ لا سكن يستأنس به و لايستوحش لفقده.