الإعراب:
كيف خبر مقدم، و المرجع مبتدأ مؤخر، و علممعلقة عن العمل لمكان الاستفهام، و الغدرمفعول لاتخذ و كيسا مفعول ثان، و مالهممبتدأ و خبر، و دونها خبر مقدم و مانعمبتدأ مؤخر، و رأي عين في مكان الحال منهاء يدعها أي مرئية بالعين، أو من الفاعلالمستتر أي رائيا لها بالعين.
المعنى:
(ان الوفاء توأم الصدق). لا يختص الوفاء والصدق بأهل الايمان و الأديان، انهمافرعان عن دوحة الخلق الكريم، فقد يؤمنالانسان باللّه و اليوم الآخر، و لا يتورععن الكذب و الخيانة، و قد يجحد باللّه وحسابه، و ينزه نفسه عن الغدر و قول الزور..و الوفاء وصف عام يكون للعقيدة و الوطن كمايكون للجار و الصديق، و يكون للانسانيةجمعاء كما يكون في الأقوال، و يكون فيمايظهر منه للناس كما يكون في المعاملة معالخالق، و الصدق دليل الثقة بالنفس، وكذلك الوفاء.. و بكلمة: لا يفترق الصدق عنالوفاء، و لا الوفاء عن الصدق وجودا ومنزلة، انهما في ذلك تماما كأخوين في رحمواحد في آن واحد.
(و لا أعلم جنة أوقى منه). لأن من لا وفاء لهلا دين له، و من لا دين له لا بقيه شيء منغضب اللّه و عذابه (و ما يغدر من علم كيفالمرجع) الى العرض بين يدي اللّه، و الحسابعلى ما قدّم و أخر (و لقد أصبحنا في زمان قداتخذ أكثر أهله الغدر كيسا، و نسبهم أهلالجهل فيه الى حسن الحيلة). المراد بأهلالجهل هنا كل من كفر و يكفر بالقيم والصالح العام، و لا يدين إلا بمنفعتهالشخصية، و يسلك اليها كل سبيل، و يبرر منأجلها كل وسيلة، و اذن فلا بدع أن يرى هذاالطراز من الناس الغدر عقلا و فضيلة اذاجعله حاكما، مثل «تشان كاي شك»، أو ثرياكالمستر «فورد».