أمّا بعد فإنّ الأمر ينزل من السّماء إلىالأرض كقطرات المطر إلى كلّ نفس بما قسملها من زيادة أو نقصان، فإذا رأى أحدكملأخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلاتكوننّ له فتنة. فإنّ المرء المسلمالبريء من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهرفيخشع لها إذا ذكرت و تغرى بها لئام النّاسكان كالفالج الياسر الّذي ينتظر أوّل فورةمن قداحه توجب له المغنم. و يرفع بها عنهالمغرم و كذلك المرء المسلم البريء منالخيانة ينتظر من اللّه إحدى الحسنيين.إمّا داعي اللّه فما عند اللّه خير له. وإمّا رزق اللّه فإذا هو ذو أهل و مال و معهدينه و حسبه. إنّ المال و البنين حرثالدّنيا و العمل الصّالح حرث الآخرة و قديجمعهما اللّه لأقوام فاحذروا من