و قسّمت الخطبة الطويلة و ما بينها و بينالقصيرة، قسّمتهما الى فقرات. و وضعت لكلمنهما أرقاما 1، 2 إلخ. بقصد تسهيل الرجوعالى ألفاظ الخطبة و كلماتها عن طريقالفهرست، أما الخطبة القصيرة فسبيلالرجوع. اليها سهل و لا تحتاج الى أرقام.
و ما راعيت في التقسيم السجع و التناسببين أجراس الكلمات، كما هو الشأن في تقسيمسور القرآن الى آيات، و لا الانتقال منمعنى الى غيره، لأن غرضي- كما أشرت- مجردالكشف و التيسير.
و أطلقت كلمة الخطبة على كثير من أقوالالإمام عليه السلام - التي لا تعد من نوعالخطب عند الناس- لأنها مدرجة في بابها،على انه ورد عن أهل البيت عليهم السلام «انمن قال: الحمد للّه فقد خطب».
خطة الشرح:
الفرق بين كتاب و آخر في علم من العلوم هوالفرق بين مؤلف و آخر، لأن أسلوب الانسانهو شخصية الانسان، فإذا كتب اثنان فيموضوع واحد، أو شرحا متنا واحدا- تناوله كلمنهما من رؤية شخصيته، و نظر اليه من زاويةميوله و رغبته. و من هنا تغلب التاريخ والأدب على شرح ابن أبي الحديد لنهجالبلاغة و صرح هو بذلك حيث قال في شرحالخطبة 106: «ان كتابنا هذا كتاب أدب لا كتابنظر». و تغلب علم الكلام في شي من الذوقالصوفي على شرح ميثم البحراني، و أعادالسيد الخوئي ما قاله البحراني و كرره معبعض الاضافات من الآثار و الروايات.و قد أحسن كلّ في ناحيته، و أعطى منها مايشكر عليه، و سد فراغا في بابه كان ينبغيأن يسد.. هذا، و من الذي في طاقته أن يستوعبكل الجهات أو يفطن الى كل الجهات فيالموضوع الواحد بل من الذي يصيب في كل مايقول و يكتب- بلا سقطات- و ان اقتصر علىناحية واحدة من موضوع واحد ألسنا بشرا غيرمعصومين نمارس هذه الحياة بأدوائها وأوبائها حتى الذي اصطفاه اللّه لنفسه منبين خلقه كان يشكو اليه و يقول: اللهم اليكأشكو ضعفي، و قلة حيلتي. و قد أدبه سبحانهفيما أدبه بهذا الأمر: و قل رب زدني علما.
و لأني أدين و أعتقد بأن الإسلام ما شرعإلا لخير الإنسان و سعادته، و انه من أجلهيعتبر العلم النافع فضيلة و فريضة، والعمل لحياة أفضل عبادة و جهادا-