للمنبر- حول الذاكره و النطق و البصر:
(ثم منحه قلبا حافظا، و لسانا لافظا، وبصرا لاحظا). في الانسان أسرار و روائع،بها تفوّق على كثير من المخلوقات، قالتعالى: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ-الى قوله- وَ فَضَّلْناهُمْ عَلىكَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا- 70الاسراء.و قد أشار الإمام عليه السلام الى ثلاث منصفات الانسان: الذاكرة و النطق و البصر، وفيما يلي التفصيل:
الذاكرة:
ليس المهم أن نعرف: هل الذاكرة من صفاتالعقل أو القلب و إنما المهم أن نشير الىفوائدها و منافعها، و هي إحدى الوسائلالتي نهتدي بها في حياتنا العملية- مثلا-نحن نجرب هذا الشيء مرة واحدة فنجدهنافعا، و نجرب غيره- أيضا مرة واحدة- فنجدهضارا، ثم تظهر آثار هذه التجربة في سلوكناو نشاطنا ما دمنا أحياء دون أن نعيدالتجربة ثانية، و الفضل في ذلك للذاكرة، وأيضا نحفظ قواعد العلوم أيام الدراسة،فنفرع عنها، و نقيس عليها دون أن نعود الىقراءتها مرة ثانية، و الفضل للذاكرة، وبكلمة لولا الذاكرة ما كانت العلوم والحضارة، و لا استقامت الحياة.
و هذا أحد الفروق بين الانسان و الحيوانالذي لا يملك التصور لشيء من الماضي و لاالمستقبل.
و قرأت نقلا عن كتاب ذكاء القردة العليا ل«كوهلر»: «ان القرد إذا رأى موزة معلقة، ورأى عصا في آن واحد، فإنه لا يلبث حتىيستعين بالعصا من أجل الوصول الى الموزة،أما إذا رأى العصا فقط، ثم رأى الموزة فإنهلا يفكر في العصا حين يرى الموزة، لأنه لايملك الذاكرة و التأمل، و من أجل هذا لميكن له تاريخ و تراث مع أنه أرقى أنواعالحيوان ذكاء و احتيالا.»
الكلمة:
أما النطق أو الكلمة فهي من أعظم ما فىالانسان من روعة و إبداع.. فيها