فی ظلال نهج البلاغة

شرح محمدجواد مغنیه ؛ وثق اصوله و حققه وعلق علیه سامی ‌الغریری

جلد 1 -صفحه : 454/ 94
نمايش فراداده

و هم الفئة الباغية بقيادة ابن العاص ومعاوية.. و في صحيح البخاري كتاب «الصلاةباب: التعاون في بناء المساجد- عن رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، انعمارا «تقتله الفئة الباغية»، و مثله فيصحيح مسلم «كتاب الفتن، باب: لا تقومالساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنىأن يكون مكانه».

قال طه حسين في كتاب «علي و بنوه»: «و مازال قتل عمار بن ياسر من الأحاديثالمأثورة بين المسلمين، فهو ابن أولشهيدين في الاسلام. فتن أبو جهل أباه ياسراو أمه سمية حتى قتلهما كما هو معروف. و هوالذي قال له النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم: تقتلك الفئة الباغية، و كان خزيمةبن ثابت الأنصاري يتحرى أمر عمار، فلماعرف بقتل عمار قاتل مع علي حتى قتل.

و وقع قتل عمار من معاوية و أصحابه وقعاأليما و مروعا، و لم يشكّوا في ان النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم قال له: تقتلكالفئة الباغية، و انما حاولوا أن يخفواعلمهم بهذا الحديث، فلما لم يجدوا الى ذلكسبيلا تأولوه، و قال معاوية: أنحن قتلناهانما قتله الذين جاءوا به».

ف «طه حسين» يدين معاوية بأنه ارتكب إثمالمحاولته إخفاء الحديث، و لما عجز أوّلهبالباطل عن قصد و عمد، ثم قال الدكتور طه:«و لم يجي‏ء أحد بعمار الى صفين، لميستكرهه علي على الحرب، و لا على الخروجمعه، و انما كان عمار شيخا قد نيف علىالتسعين، شاخ جسمه، و لكن قلبه و عقله وبصيرته ظلت بمأمن من الشيخوخة، و هو الذيسلم على عائشة بعد وقعة الجمل، و قال لها:كيف رأيت ضرابنا يا أماه و كان عمار أشدأصحاب علي تحريضا على الحرب، و كان يحارب ويشير الى راية عسكر معاوية و يقول: و اللّهلقد قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاث مرات- فيبدر و أحد و الأحزاب- و هذه هي الرابعة، وما هي بأبرّهن. و كان يقول لأصحابه حين رأىبعض انكشافهم: و اللّه لو ضربونا حتىيبلغونا سعفات هجر لعلمنا إنا على الحق، وانهم على الباطل».

(كأنهم لم يسمعوا اللّه سبحانه يقول- الىقوله- و راقهم زبرجها). و من أقواله عليهالسلام: «ما كل ذي لب بلبيب، و لا كل ذي سمعبسميع، و لا كل ذي ناظر ببصير». و أي انسانلا ينتفع بالتجارب، و يؤمن و يعمل بمايوحي‏