حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 1 -صفحه : 529/ 16
نمايش فراداده

الاصطلاح. على انه متى كان السبب الداعيإنما هو دس الأحاديث المكذوبة كما توهموه(رضوان الله عليهم) ففيه انه لا ضرورة تلجئالى اصطلاحهم، لأنهم (عليهم السلام) قدامرونا بعرض ما شك فيه من الاخبار علىالكتاب و السنة فيؤخذ بما وافقهما و يطرحما خالفهما، فالواجب في تمييز الخبرالصادق من الكاذب مراعاة ذلك، و فيه غنيةعما تكلفوه، و لا ريب ان اتباع الأئمة(عليهم السلام) اولى من أتباعهم.

(الثاني) ان التوثيق و الجرح الذي بنواعليه تنويع الاخبار إنما أخذوه من كلامالقدماء، و كذلك الأخبار التي رويت فيأحوال الرواة من المدح و الذم إنما أخذوهاعنهم، فإذا اعتمدوا عليهم في مثل ذلك فكيفلا يعتمدون عليهم في تصحيح ما صححوه منالاخبار و اعتمدوه و ضمنوا صحته كما صرح بهجملة منهم، كما لا يخفى على من لاحظديباجتي الكافي و الفقيه و كلام الشيخ فيالعدة و كتابي الأخبار فإن كانوا ثقاتاعدولا في الاخبار بما أخبروا به ففيالجميع، و إلا فالواجب تحصيل الجرح والتعديل من غير كتبهم و أنى لهم به (لايقال) إن أخبارهم بصحة ما رووه في كتبهميحتمل الحمل على الظن القوي باستفاضة أوشياع أو شهرة معتد بها أو قرينة أو نحو ذلكمما يخرجه عن محوضة الظن (لأنا نقول) فيه(أولا) ان أصحاب هذا الاصطلاح مصرحون بكونمفاد الاخبار عند المتقدمين هو القطع واليقين و انهم إنما عدلوا عنه الى الظنلعدم تيسر ذلك لهم كما صرح به في المنتقى ومشرق الشمسين‏