حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 1 -صفحه : 529/ 175
نمايش فراداده

قاله ابن الأثير، قال: و ما لم يكن مطهرافليس بطهور. و قال الزمخشري:

الطهور البليغ في الطهارة. و قال بعضالعلماء: و يفهم من قوله تعالى (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءًطَهُوراً) انه طاهر في نفسه مطهر لغيره،لان قوله: (ماء) يفهم منه انه طاهر، لانهذكر في معرض الامتنان. و لا يكون ذلك إلابما ينتفع به، فيكون طاهرا في نفسه. و قوله:(طهورا) يفهم منه صفة زائدة على الطهارة وهي الطهورية (فإن قيل): قد ورد طهور بمعنىطاهر كما في قوله: «ريقهن طهور» (فالجواب)ان وروده كذلك غير مطرد بل هو سماعي، و هوفي البيت مبالغة في الوصف أو واقع موقعطاهر لإقامة الوزن، و لو كان طهور بمعنىطاهر مطلقا لقيل: ثوب طهور و خشب طهور و نحوذلك. و هو ممتنع» انتهى كلام صاحب المصباح.

و الى ذلك ايضا يشير كلام الشيخ فيالتهذيب حيث قال: «الطهور هو المطهر في لغةالعرب، ثم قال: و ليس لأحد أن يقول: انالطهور لا يفيد في لغة العرب كونه مطهرا،لأن هذا خلاف على أهل اللغة، لأنهم لايفرقون بين قول القائل: هذا ماء طهور. و هذاماء مطهر. ثم قال ما ملخصه: انه لو قيل: انالطهور لا يكون بمعنى المطهر، لان اسمالفاعل منه غير متعد، و كل فعول ورد فيكلام العرب متعديا لم يكن إلا و فاعلهمتعد. قيل له: انه لا خلاف بين أهل النحو انفعولا موضوع للمبالغة و تكرر الصفة. و عدمحصول المبالغة على ذلك الوجه لا يستلزمعدم حصولها بوجه آخر. و المراد هنا باعتباركونه مطهرا» انتهى.