حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و اعترضه جمع من متأخري المتأخرين- منهم:المحققان المدققان الشيخ حسن في المعالم والسيد السند في المدارك- بما حاصله: انالطهور لم يرد في اللغة بمعنى المطهر، بلهو اما صفة كقولك: ماء طهور اي طاهر، أو اسمغير صفة و معناه ما يتطهر به. و الشيخ قداستدل على كونه بمعنى المطهر بأنه لا خلافبين أهل النحو. و اللغة لا تثبتبالاستدلال. و فيه ان الشيخ (رحمه الله) لم يستدل علىكون طهور بمعنى مطهر، و انما نقل ذلك عنالعرب و أسنده إليهم، ثم استشعر اعتراضاقد أورد في البين و أجاب عنه بما ذكر. وكلامه من قبيل ما يقال: انه تعليل بعدالورود، و بيان ذلك ان أبا حنيفة قد خالففي المسألة و قال: ان طهورا بمعنى طاهر، وأنكر كونه بذلك المعنى، و أورد على من ادعىانه كذلك هذا السؤال الذي ذكره الشيخ (رحمهالله تعالى) و أجاب عنه. و السؤال المذكور وجوابه مذكوران في كتب الشافعية كينابيعالاسفرايني و غيره، فإنهم نقلوا عن أبيحنيفة ذلك و أجابوا عنه بما ذكر. و بذلك ظهر ان الشيخ لم يكن غرضه الاحتجاجعلى ذلك و انما استند في ثبوته الى ما نقلهعن العرب، و غرضه من ذلك الكلام الآخر انماهو دفع السؤال و بيان حكمة الواضع و تصحيحلغرضه لا الاحتجاج على ذلك المطلب وإثباته. و العجب من إنكار جملة من فضلاء متأخريالمتأخرين- كهذين الفاضلين و غيرهما- ورودطهور بمعنى الطاهر المطهر لغة. و كلام صاحبالمصباح- كما عرفت- على غاية من الصراحة والإيضاح، و قد نقله عن جملة من أئمة اللغة،بل ظاهر كلامه انه قول الأكثر، و ان المعنىالوصفي للفظ الطهور إنما هو عبارة عن هذاالمعنى. و اما كونه بمعنى طاهر فظاهر آخركلامه- كما عرفت- انه غير مطرد بل موقوف علىالسماع كما في البيت الذي أورده. و عبارةالقاموس أيضا دالة على ذلك، حيث قال:«الطهور