العبارة عن النزول بصيغة الماضي، و جعل«ان» مكسورة الهمزة شرطية، و فساد الماءمفعول «خشي»، و فاعل «نزل» الضمير العائدإلى المريد. و على النسخة التي ذكرناهايجعل «ان» مفتوحة الهمزة مصدرية، و فسادالماء فاعل «ينزل»، و المصدر المأول من«ان ينزل» مفعول «خشي»، و فاعله ضميرالمريد. و حاصل المعنى انه مع خشية نزولالماء المنفصل عن بدن المغتسل الى المياهالتي يريد الاغتسال منها- و ذلك بعود الماءالذي اغتسل به إليها- فإن المنع المتعلق بهيتعدى إليها بعوده فيها، و هو معنى نزولالفساد إليها، فيجب الرش حينئذ حذرا منذلك الفساد. و هذا عين كلام باقي الجماعة ومدلول الأخبار فلعل الوهم في النسخة التيوقع فيها لفظ الماضي، فإن حصول الاشتباهفي مثله وقت الكتابة ليس بمستبعد» انتهىكلامه زيد مقامه.
أقول: ما نقله عن بعض نسخ النهاية- منالتعبير في تلك اللفظة بلفظ المضارع- هوالموجود في أصل النسخة التي عندي و هيمعتمدة، إلا ان الياء قد حكت، و على الهامشمكتوب بخط شيخنا العلامة أبي الحسن الشيخسليمان البحراني (قدس سره) «نزل» بيانالذلك. و لا ريب انه على تقدير النسخةالمذكورة يضعف الاشكال كما ذكره (قدس سره).إلا انه من المحتمل بل الظاهر انه علىتقدير نسخة الماضي ان المعنى انه إذا أرادالغسل للجنابة و خاف- بنزوله في الماءللغسل ارتماسا- فساد الماء. اما باعتبارنجاسة بدنه أو باعتبار إثارة الحمأة أونحو ذلك، فإنه يغتسل ترتيبا خارج الماء، ولكن يرش الأرض لأحد الوجوه المتقدمة التيأظهرها و أوفقها بمذهبه منع رجوع الغسالة.
و لا ريب انه معنى صحيح لا غبار عليه و لااشكال يتطرق إليه.