كتاب الطهارة
و فيه أبواب أربعة (خمسة)
الباب الأول في المياه
و ينقسم الماء الى مطلق و مضاف. و الأولمنهما الى جار و راكد. و الجاري إلى ماء بئرو غيره. و الراكد الى كر و أقل منه. و الأقلإلى ماء سؤر و غيره.و حيث جرت عادة فقهائنا (نور الله تعالىمراقدهم) بأفراد البحث لكل من هذه الأقساملاختلافها بالنسبة إلى ملاقاة النجاسة فيالأحكام، كان الواجب بسط الكلام هنا فيفصول ستة و ختام.
الفصل الأول في الماء المطلق الجاري، و القول فيه ينتظم في مقالات:
(المقالة الاولى) [في تعريف الجاري]
المراد بالجاري هو النابع و ان لم يتعدمحله. و النبع- على ما في كتب اللغة- عبارةعن خروج الماء من العين، قال في الصحاح:«نبع الماء ينبع نبوعا: خرج، و الينبوع عينالماء، و منه: قوله تعالى (حَتَّى تَفْجُرَلَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) و الجمعينابيع» انتهى. و قال في القاموس: «نبعالماء ينبع- مثلثة- نبعا و نبوعا: خرج منالعين، و الينبوع العين» و قال في مادةعين:«العين: الباصرة، الى ان قال: و ينبوعالماء» انتهى. و على هذا فالعين انما هواسم للينبوع الذي يخرج منه الماء و اناشتهر إطلاقها على مجمع الماء، و حينئذفما