حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الأذهان- ما بلي به هذا الدين من أولئكالمردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين، وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين، وتواثب أولئك الكفرة عليه، و قصدهم بأنواعالأذى و الضرر اليه، و تزايد الأمر شدة بعدموته صلوات الله عليه، و ما بلغ اليه حالالأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس فيزاوية التقية، و الإغضاء على كل محنة وبلية. و حث الشيعة على استشعار شعارالتقية، و التدين بما عليه تلك الفرقةالغوية، حتى كورت شمس الدين النيرة، وخسفت كواكبه المقمرة، فلم يعلم من أحكامالدين على اليقين إلا القليل، لامتزاجاخباره باخبار التقية، كما قد اعترف بذلكثقة الإسلام و علم الاعلام (محمد بن يعقوبالكليني نور الله تعالى مرقده) في جامعهالكافي، حتى انه (قدس سره) تخطأ العملبالترجيحات المروية عند تعارض الاخبار، والتجأ إلى مجرد الرد و التسليم للأئمةالأبرار. فصاروا صلوات الله عليهم- محافظةعلى أنفسهم و شيعتهم- يخالفون بين الأحكامو ان لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام،فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبةمتعددة و ان لم يكن بها قائل من المخالفين،كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم و اخبارهم وتحدى سيرهم و آثارهم. و حيث ان أصحابنا رضوان الله عليهم خصواالحمل على التقية بوجود قائل من العامة. وهو خلاف ما أدى اليه الفهم الكليل و الفكرالعليل من اخبارهم صلوات الله عليهم،رأينا أن نبسط الكلام بنقل جملة منالأخبار الدالة على ذلك، لئلا يحملناالناظر على مخالفة الأصحاب من غير دليل. وينسبنا الى الضلال و التضليل. فمن ذلك ما رواه في الكافي في الموثق عنزرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: (سألتهعن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنهافأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخرفأجابه بخلاف ما أجابني و أجاب صاحبي،فلما خرج الرجلان قلت: