الجزء الأول
[خطبة الكتاب]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذيهدانا بواضح الدليل على سبيل معادن العلمو التأويل، و سقانا بكأس رحيق السلسبيل منزلال عيون الوحي و التنزيل، و عرج بنا الىمعارج الهداية و الدراية، و فتح لنامغلقات الأحكام بمحكمات الآية و الرواية،و شرح لنا مبهمات الحلال و الحرام بلامعاتالولاية الدامغة لدلهمات الغواية، والصلاة على مؤسس قواعد الدين بالقواعدالباهرة و البراهين. و آله الرافعينلإعلام ما أسس و المشيدين، صلاة توجب لناالفوز بجوارهم في أعلى عليين.
(أما بعد) فيقول الفقير الى ربه الكريم، والمتعطش الى فيض جوده العميم يوسف بن احمدبن إبراهيم أصلح الله تعالى له أمر داريه،و رزقه حلاوة نشأتيه، و ثبته بالأمرالثابت لديه، و وفقه لتدارك ذنوبه قبل أنيخرج الأمر من يديه، و ألحقه بأئمته معجملة ولده و إخوانه و والديه: اني كثيرا ماتشوقت نفسي إلى تأليف كتاب جامع للأحكامالفقهية المذيلة بالأخبار النبوية والآثار المعصومية، مشتمل على أمهاتالمسائل و ما يتبعها من الفروع المرتبطةبالدلائل، فيعوقني عن ذلك تلاطم أمواجالفتن و الغارات، و تزاحم أفواج المحن والشتات، و تراكم حنادس عوائق الزمان، وتصادم