و قد يتوسط شخص واحد بعينه بين كل منهما وبين الصادق (عليه السلام) كاسحاق ابن عمار،فإنه متوسط بين محمد و بينه (عليه السلام)في سجدة الشكر و هو بعينه ايضا متوسط بينعبد الله و بينه (عليه السلام) في طوافالوداع و توسط إسماعيل بن جابر في سنديالحديثين الذين نحن فيهما من هذا القبيل. والله الهادي إلى سواء السبيل» انتهى.
(الثالثة) [في صحيحة إسماعيل بن جابر]
لا ريب- بعد ما عرفت- في دلالة رواية أبيبصير على القول المشهور، و دلالة صحيحةإسماعيل بن جابر على قول القميين.و اما قول ابن الجنيد فلم نقف له علىمستند.
و كذلك قول القطب الراوندي، الا ان بعضمتأخري المتأخرين حمله على ارادة معنىالجمع و المعية من لفظ (في) دون الضرب كماهو المشهور. و لا يخفى فيه من البعد، لما فيالتحديد بذلك من التفاوت في التقديرات كمانبه عليه جملة من مشايخنا (طيب الله تعالىمضاجعهم)، فان الماء الذي مجموع أبعادهالثلاثة- عشرة أشبار و نصف كما تكون مساحتهمساوية لمساحة الكر على القول المشهور،كما لو كان كل من الأبعاد الثلاثة ثلاثةأشبار و نصفا، فقد تكون ناقصة عنها قريبةمنها، كما لو فرض طوله ثلاثة أشبار و عرضهثلاثة و عمقه أربعة و نصف شبر، فان مساحتهحينئذ أربعون شبرا و نصف، و قد تكون بعيدةعنها جدا، كما لو فرض طوله ستة و عرضه