تتمة مهمة
قد ارتبك بعض متأخري المتأخرين- و جملة منالمعاصرين و التابعين لهذا الفاضل في هذهالمقالة، و المغترين بما ذكره و قاله- فيالاخبار التي حملها ذلك الفاضل علىالاستحباب و التنزيه، و هي ما أشرنا إليهافي الدليل السادس من كلامه حيث ظهر لهم بعدما ذكره من التأويل، فلم يجدوا سبيلا الىالاعتماد عليه و التعويل. فبين من حملالنهي في ظاهر تلك الاخبار على حقيقته منالتحريم، لكن زعم ان ذلك لا يستلزمالنجاسة. و بين من قصر القول بنجاسة الماءالقليل على النجاسات الواردة في هذهالاخبار. و بين من اعترف بدلالتها علىالنجاسة، لكن رجع فيها إلى القاعدة التيمهدها الفاضل المذكور فيما قدمنا من كلامهو هي اعتبار المقايسة و النسبة، فاثبتالنجاسة مدعيا حصول التغير الخفي علىالحس.و لا يخفى على الفطن المتمسك بذيل الإنصافما في هذه التأويلات من التكلف و الاعتساف.
(اما الأول) ففيه ما ذكرنا آنفا في الردعلى الوجه الخامس من كلام ذلك الفاضل. علىانه لو تم ما ذكره لأمكن التعلق به في جملةمن موارد النهي و لو في غير مقام التعارض. ولا أراه يلتزمه.
و (اما الثاني) ففيه (أولا)- ان الأحكامالمودعة في الاخبار لا يجب ورودها عنهم(عليهم السلام) بقواعد كلية و ان وردت كذلكفي بعض الأحكام،