(تتمة مهمة)
قد اشتهر بين أكثر متأخري أصحابنا (رضوانالله عليهم) قصر العمل بالاخبار على ما فيهذه الكتب الأربعة المشهورة، زعما منهم انغيرها لم يبلغ في الضبط و الانتقاد على وجهيوجب الاعتماد على مثله. و قد علت- مماقدمنا من كلام شيخنا البهائي (رحمه الله)في الوجيزة، و مثله ايضا شيخنا الشهيد فيالذكرى مما طويناه في أثناء كلامه المتقدمذكره- عدم الانحصار في الكتب المشارإليها، و هو الحق الحقيق بالاتباع، قالالسيد المحدث السيد نعمة الله الجزائري(طيب الله مرقده) في مقدمات شرحه علىالتهذيب: «و الحق ان هذه الأصول الأربعة لمتستوف الأحكام كلها، بل قد وجدنا كثيرا منالأحكام في غيرها، مثل عيون أخبار الرضا. والأمالي، و كتاب الاحتجاج، و نحوها.فينبغي مراجعة هذه الكتب و أخذ الأحكاممنها و لا يقلد العلماء في فتاويهم، فإنأخذ الفتوى من دليلها هو الاجتهادالحقيقي، و كم قد رأينا جماعة من العلماءردوا على الفاضلين بعض فتاويهم لعدمالدليل فرأينا دلائل تلك الفتاوى في غيرالأصول الأربعة، خصوصا كتاب الفقه الرضويالذي اتي به من بلاد الهند في هذه الأعصارإلى أصفهان و هو الآن في خزانة شيخناالمجلسي، فإنه قد اشتمل على مدارك كثيرةللاحكام و قد خلت عنها هذه الأصول الأربعةو غيرها» انتهى كلامه زيد مقامه. و لقدأجاد فيما حرر و فصل و أشاد و طبق المفصل وعليه المعتمد و المعول.و لقد وفق الله تعالى شيخنا غواص بحارالأنوار الى استخراج كنوز تلك الآثارفجمعها في جامعه المشهور بـ (البحار) بعدالتقاطها من جميع الأقطار، جزاه اللهتعالى عن علماء الفرقة المحقة أفضل جزاءالأبرار. و قد جمع فيه أخبارا جمة منالأصول المندرسة و أظهر كنوزا من الأحكامكانت بمرور الأيام منطمسة. و من جملتهاكتاب الفقه الرضوي الذي ذكره السيدالمتقدم ذكره. قال شيخنا المشار إليه فيمقدمات كتاب البحار