حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 1 -صفحه : 529/ 5
نمايش فراداده

ممن خلع ربقة الإسلام، و استبدل بها عبادةالأوثان و الأصنام، و حيث من الله تعالىبمزيد كرمه بالسلامة من تلك الأخطار، والنجاة من أيدي أولئك الأشرار، ركبتالفرار الى بعض النواحي، و أغمضت عن عذلالعذال و اللواحي، و اتخذت العزلة عنأشباه الناس وطنا، و الوحدة من الدنفاسسكنا، و في ذلك سلامة الدنيا و الدين، والفوز بسعادة الحق و اليقين، و ضربت صفحاعن الطموح الى زهرة هذه الدار، و طويت كشحادون النظر الى ما اسدته الأقدار، من البأسحلل اليسار أو اطمار الإعسار، وثوقا بضامنالأرزاق و المعطي على قدر الاستحقاق، وعند ذلك هجس بفكري ما كنت أتمناه من ذلكالكتاب، و ان هذه الخلوة أعز من أن تصرف فيغير هذا الباب، و رأيت انتهاز الفرصةفإنها تمر مر السحاب، و لم يثن عزمي قلةالطلاب، و لا إشراف شموس الفضل علىالغياب، بل صار ذلك أقوى سبب لي علىالقدوم، لما استفاض عن سدنة الحي القيوممن الحث الأكيد و مزيد التأكيد في إحياءهذا الدين و نشر شريعة سيد المرسلين، و عسىالله سبحانه أن ينفع به بعض الاخوانالمؤمنين، و الخلان الطالبين للحق واليقين، و قد سميته بـ (كتاب الحدائقالناضرة في أحكام العترة الطاهرة) و اليهسبحانه أرغب في التوفيق سيما للإتمام والعصمة من زلل أقدام الأقلام في ميادينالإحكام، إنه تعالى أكرم من رغب اليه واكفى من توكل عليه.

و قد رأيت أن أبدأ أولا بتمهيد جملة منالمقدمات التي يتوقف عليها الاستدلال، ويرجع إليها في تحقيق الأحوال، ليكونكتابنا هذا كافلا بتحقيق ما يحتاج اليه منأصول و فروع، مغنيا عن الافتقار الى غيره والرجوع.

[اثنتا عشر مقدمات‏]

المقدمة الأولى‏

غير خفي- على ذوي العقول من أهل الايمان وطالبي الحق من ذوي‏