و واجباته بنية على حياله. نعم ذلك إنمايتمشى على مذاق القوم من جعل النية عبارةعن ذلك الحديث النفسي، و وجوب المقارنة بهلأول الأفعال كما ذكروا. و قد عرفت ما فيه
و لك ان تقول- كما حققه بعض المحققين منمتأخري المتأخرين- انه لما كانت النيةعبارة عن القصد إلى الفعل بعد تصور الداعيله و الحامل عليه، و الضرورة قاضية- كمانجده في سائر أفعالنا- بأنه قد يعرض لنا معالاشتغال بالفعل الغفلة عن ذلك القصد والداعي في أثناء الفعل، بحيث انا لو رجعناإلى وجداننا لرأينا النفس باقية على ذلكالقصد الأول، و مع ذلك لا نحكم على أنفسناو لا يحكم علينا غيرنا بان ما فعلناه وقتالذهول و الغفلة بغير قصد و نية، بل منالمعلوم أنه أثر ذلك القصد و الداعيالسابقين، كان الحكم في العبادة كذلك، إذليست العبادة إلا كغيرها من الأفعالالاختيارية للمكلف، و النية ليست إلاعبارة عما ذكرنا.
ثم قال (قدس سره): «انه كما يجوز صدور الفعلبالإرادة لغرض مع الذهول في أثنائه عنتصور الفعل و الغرض مفصلا، فكذلك يمكنصدوره بالإرادة لغرض مع الذهول عنها مفصلافي ابتداء الفعل أيضا، إذا تصور الفعل والغرض في زمان سابق