حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 3 -صفحه : 479/ 45
نمايش فراداده

«اغتسل للصلاة» و نحوه مما يؤدي هذاالمعنى.

و (ثانيهما)- ان المراد شرطيته لها بمعنىانها لا تصح بدونه.

و غاية ما يستفاد من الأدلة آية و رواية هوالثاني، و هذا هو القدر الثابت بالضرورةمن الدين.

اما الآية و هي قوله سبحانه: «. إِذاقُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواوُجُوهَكُمْ، الى قوله:

وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباًفَاطَّهَّرُوا». فدلالتها على المعنىالأول مبني على عطف قوله: «وَ إِنْكُنْتُمْ جُنُباً» على جزاء الشرط الذي هوجملة «فَاغْسِلُوا» و دخولها في حيز «إِذاقُمْتُمْ» الا انه يحتمل العطف على جملة«إِذا قُمْتُمْ» و حينئذ فلا دلالة فيها. وفيه (أولا)- ان العطف بـ «ان» دون «إذا»يأبى ذلك. و (ثانيا)- ان قوله: «وَ إِنْكُنْتُمْ مَرْضى‏» و ما بعده الواقع بعدقوله: «وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً» مندرجتحت الشرط البتة، فلو كان قوله: «وَ إِنْكُنْتُمْ جُنُباً» الذي هو متوسط بينهمامعطوفا على قوله: «إِذا قُمْتُمْ» أو كانمستأنفا لم يتناسق المتعاطفان، و للزم انلا يستفاد الارتباط بين الغسل و الصلاة منالآية، و المعلوم من الاخبار خلافه، و منهنا يستفاد من الآية الوجوب الغيري كماسيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. الا انه قدتقدم في موثقة ابن بكير تفسير القيام إلىالصلاة بالقيام من حدث النوم، مع الإجماعالمنقول عن المفسرين على هذا المعنى، وحينئذ فوجوب الغسل للصلاة في غير الصورةالمذكورة يرجع فيه الى السنة المطهرة، أويضم الى ذلك تنقيح المناط القطعي، للجزمبعدم مدخلية النوم في ذلك الا من حيثأغلبية تأخير الغسل الواقع سببه ليلا الىالصبح، و ذلك لا مدخل له في ترتب وجوبالغسل على الصلاة.

و مما يدل من الاخبار على ذلك رواياتمتفرقة في جزئيات الأحكام المرتبطة