حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 6 -صفحه : 451/ 369
نمايش فراداده

بغير يوم الفوات كما ادعاه يحتاج الىدليل.

و بالجملة فالأدلة قد تعارضت آية و روايةفي المواسعة مطلقا و المضايقة مطلقا و كلمنهما مطلق في فائتة اليوم و غيره متحدة أومتعددة، و اللازم من ذلك اما القولبالمضايقة مطلقا أو المواسعة مطلقا، و اماتفصيل أصحاب هذين القولين فلا دليل عليهفي البين و لا اثر له في الاخبار و لا عينبل هي في رده ظاهرة من الطرفين.

و الله العالم بحقائق أحكامه و نوابهالقائمون بمعالم حلاله و حرامه.

المقدمة الرابعة في القبلة و فيها بحوث‏

[البحث‏] (الأول) في الماهية و ما يتبعها

قيل: القبلة لغة الحالة التي عليهاالإنسان حال استقباله الشي‏ء ثم نقلت فيالعرف الى ما يجب استقبال عينه أو جهته فيالصلاة.

و المراد هنا بالقبلة الكعبة المعظمةبالضرورة من الدين و ان وقع الخلاف- كماسيأتي- بالنسبة إلى البعيد عنها في الجهة والمسجد و الحرم الا ان ذلك راجع إليهابطريق الآخرة و يدل على ذلك الأخبارالمستفيضة، فروى في الكافي في الصحيح أوالحسن عن الحلبي عن ابي عبد الله (عليهالسلام) قال: «سألته هل كان رسول الله (صلّىالله عليه وآله) يصلي الى بيت المقدس؟ قالنعم. فقلت أ كان يجعل الكعبة خلف ظهره؟فقال اما إذا كان بمكة فلا و اما إذا هاجرالى المدينة فنعم حتى حول الى الكعبة».

و روى الثقة الجليل علي بن إبراهيم القميبإسناده إلى الصادق (عليه السلام) «انالنبي (صلّى الله عليه وآله) صلى بمكة إلىبيت المقدس ثلاث عشرة سنة و بعد هجرته(صلّى الله عليه وآله) صلى بالمدينة سبعةأشهر ثم وجهه الله تعالى إلى الكعبة، و ذلكان اليهود كانوا يعيرون رسول الله (صلّىالله عليه وآله) و يقولون له أنت‏