حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 6 -صفحه : 451/ 391
نمايش فراداده

و أنت خبير بما بين هذه العلامات منالاختلاف فإن العلامة الاولى و الثالثةتقتضيان كون قبلة العراقي في نقطة الجنوبو العلامة الثانية تقتضي انحرافا بيناعنها نحو المغرب، و لا يخفى ما فيه منالتدافع.

إلا ان بعض متأخري أصحابنا المحققين قسمالعراق إلى ثلاثة أقسام فجعل العلامةالاولى و الثالثة لأطراف العراق الغربيةكالموصل و سنجار و ما والاها، و حملالعلامة الثانية على أوساط العراقكالكوفة و بغداد و الحلة و المشاهدالمقدسة، و اما أطرافها الشرقية كالبصرة وما والاها فتحتاج إلى زيادة انحراف نحوالمغرب و لذا حكموا بان علامتها جعل الجديعلى الخد الأيمن.

و قال بعض فضلاء متأخري المتأخرين و هذاالتقسيم هو الموافق لقواعد الهيئة فإن طولبغداد على ما ذكره المحقق نصير الملة والدين يزيد على طول مكة بثلاث درجاتفقبلتها منحرفة يسيرا عن نقطة الجنوب الىالمغرب و الموصل يساوي طولها طول مكةفقبلتها نقطة الجنوب لاتحاد نصفنهاريهما، و اما البصرة فيزيد طولها علىطول مكة بسبع درجات ففي قبلتها زيادةانحراف الى المغرب عن قبلة بغداد فجعلواعلامتها وضع الجدي على الخد الأيمن. انتهى.

أقول: قد صرح أرباب هذا الفن بان الأقاليمالسبعة المسكونة و ما فيها من البلدانكلها في النصف الشمالي من الأرض من بعد خطالاستواء القاسم للأفق نصفين شمالي وجنوبي، و النصف الجنوبي غير مسكونلاستيلاء الحرارة و الماء عليه، و النصفالشمالي المعمور فيه أيضا انما هو نصفهالمتصل بخط الاستواء و هو الذي فيهالأقاليم السبعة و النصف الآخر خراب لشدةالبرد. و قد اثبتوا لهذه الأقاليم طولا وعرضا، فالطول عبارة عن طرف العمارة منجانب المغرب و هو ساحل البحر الى منتهاهامن الجانب الشرقي و هي كنك و جملة ذلك منالجزائر مائة و ثمانون جزء نصف دائرة عظميمن دوائر الفلك لأن كل دائرة منها مقسومةثلاثمائة و ستين جزء و تسمى هذه الاجزاءدرجات، و العرض من خط الاستواء في جهةالجنوب الى منتهى الربع المعمور