حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 7 -صفحه : 443/ 439
نمايش فراداده

«كرهت ان يخرجوا الى الحج و رؤوسهم تقطرمن نسائهم» و قوله «كرهت ان يكونوا معرسينتحت الأراك ثم يخرجون الى الحج و رؤوسهمتقطر من نسائهم» أ رأيت ان الله عز و جلالذي أمر بهذين الحكمين لا يعلم بهذاالأمر الذي علل هذا المرتد به في كل منالموضعين فذهب ذلك عن علم الله سبحانه وانما اهتدى إليه هو؟ و لقد صدق عليه قولهعز و جل «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ماأَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَأَعْمالَهُمْ».

و روى في كتاب معاني الأخبار بسنده عنمحمد بن مروان عن ابي جعفر (عليه السلام)قال: «أ تدري ما تفسير (حي على خير العمل)؟قال قلت لا. قال دعاك الى البر أ تدري برمن؟ قلت لا. قال الى بر فاطمة و ولدها(عليهم السلام)».

أقول: لا منافاة بين هذه الاخبار و بين ماتقدم في علل الفضل بن شاذان من تفسير خيرالعمل بالصلاة فإن اخبارهم كالقرآن لهاظهر و بطن.

و في كتاب العلل لمحمد بن علي بن إبراهيمبن هاشم قال: «علة الأذان ان تكبر الله وتعظمه و تقر بتوحيد الله و بالنبوة والرسالة و تدعو إلى الصلاة و تحث علىالزكاة، و معنى الأذان الاعلام لقولهتعالى «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ» أي إعلام و قالأمير المؤمنين (عليه السلام) «كنت أناالأذان في الناس بالحج» و قوله «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ» أيأعلمهم و ادعهم، فمعنى «الله» انه يخرجالشي‏ء من حد العدم الى حد الوجود و يخترعالأشياء لا من شي‏ء و كل مخلوق دونه يخترعالأشياء من شي‏ء إلا الله فهذا معنى«الله» و ذلك فرق بينه و بين المحدث، ومعنى «أكبر» أي أكبر من ان يوصف في الأول وأكبر من كل شي‏ء لما خلق الشي‏ء،