حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 9 -صفحه : 446/ 23
نمايش فراداده

في الثالثة فقرأ أمير المؤمنين (عليهالسلام) في جوابه «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَاللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَالَّذِينَ لا يُوقِنُونَ».

و ذكر بعض الأصحاب انه يجوز التنبيهبتلاوة القرآن كما لو أراد الإذن لقومبقوله «ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ» أولمن أراد التخطي على البساط بنعله«فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَبِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» أو أرادإعطاء كتاب من اسمه يحيى «يا يَحْيى‏ خُذِالْكِتابَ بِقُوَّةٍ».

أقول: و الظاهر ان من هذا القبيل ما رواهفي الكافي و التهذيب في الموثق عن عبيد بنزرارة قال: «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن ذكر السورة من الكتاب ندعو بهافي الصلاة مثل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»فقال إذا كنت تدعو بها فلا بأس» فإن الظاهران المراد من الدعاء بها إنما هو بمعنىالطلب بمعنى يطلب بها الغير كما انه يطلببالتسبيح كما تقدم. و بعض الأصحاب حملالدعاء بها في الخبر على القنوت بالقرآنفي الصلاة و جعله من قبيل التسبيح الذي وردالاجتزاء به في القنوت. و بعض حمله علىالدعاء و انه لا يشترط فيه الطلب بمعنى انهلا يشترط فيه أن يكون متضمنا للطلب. و قالفي الوافي: لعل مراد السائل الرخصة فيالإتيان بقراءة القرآن في غير محلها علىوجه الدعاء و التمجيد طلبا لمعناها لا علىوجه التلاوة. انتهى. و الكل تكلف محض بلالظاهر ما ذكرناه فإنه معنى صحيح لا يحتاجالى تكلف.

و بما ذكرناه من الأخبار يعلم انه لو لميقصد بالتسبيح أو القرآن سوى التفهيمفالظاهر صحة صلاته، و نقل عن العلامة فيالنهاية احتمال البطلان.

و لو اتى بمفردات القرآن على غير الترتيبالذي هي عليه كان يقول «بسلام ادخلوها»فالظاهر- كما استظهره بعض الأصحاب-البطلان لانه ليس بقرآن فيكون كلاماأجنبيا.