يا موسى الزهد في الدنيا و الورع عنالمعاصي و البكاء من خشيتي. قال موسى يا ربفما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله عز و جل اليه ياموسى اما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة واما البكاءون من خشيتي ففي الرفيع الأعلىلا يشاركهم أحد و اما الورعون عن المعاصيفإني أفتش الناس و لا أفتشهم».
و عن على بن أبي حمزة قال: «قال أبو عبدالله (عليه السلام) لأبي بصير ان خفت امرايكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله فمجده وأثن عليه كما هو اهله و صل على النبي (صلّىالله عليه وآله) و اسأل حاجتك و تباك و لومثل رأس الذباب، ان ابى كان يقول ان أقربما يكون العبد من الرب و هو ساجد باك».
إلا في الوتر لصائم أصابه عطش على المشهورو أصل الحكم المذكور ذكره الشيخ في الخلافو المبسوط و ادعى عليه الإجماع و تبعه عليهأكثر من تأخر عنه، و منعه المحقق فيالمعتبر و طالبه بالدليل على ذلك. و هو جيدفانا لم نقف على ما يدل عليه من الأخبار، والى هذا مال جملة من أفاضل المتأخرين ومتأخريهم.
قال في الذكرى: أما الأكل و الشرب فالظاهرانهما لا يبطلان بمسماهما بل بالكثرة فلوازدرد ما بين أسنانه لم يبطل اما لو مضغلقمة و ابتلعها أو تناول قلة فشرب منها فانكثر ذلك عادة أبطل و ان كان لقمة أو شربةفقد قال في التذكرة يبطل لان تناولالمأكول و مضغه و ابتلاعه أفعال معدودة.انتهى.
و قال في المنتهى: لو ترك في فيه شيئا يذوبكالسكر فذاب فابتلعه لم تفسد صلاته عندناو عند الجمهور تفسد لانه يسمى أكلا. أما لوبقي بين أسنانه شيء من بقايا الغذاءفابتلعه في الصلاة لم تفسد صلاته قولاواحدا لانه لا يمكن التحرز عنه، و كذا لوكان في فيه لقمة و لم يبلعها إلا في الصلاةلأنه فعل قليل. انتهى.
اما لو وضع في فيه لقمة حال الصلاة و مضغهاو ابتلعها أو تناول قلة و شرب