حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 9 -صفحه : 446/ 55
نمايش فراداده

يا موسى الزهد في الدنيا و الورع عنالمعاصي و البكاء من خشيتي. قال موسى يا ربفما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله عز و جل اليه ياموسى اما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة واما البكاءون من خشيتي ففي الرفيع الأعلىلا يشاركهم أحد و اما الورعون عن المعاصيفإني أفتش الناس و لا أفتشهم».

و عن على بن أبي حمزة قال: «قال أبو عبدالله (عليه السلام) لأبي بصير ان خفت امرايكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله فمجده وأثن عليه كما هو اهله و صل على النبي (صلّىالله عليه وآله) و اسأل حاجتك و تباك و لومثل رأس الذباب، ان ابى كان يقول ان أقربما يكون العبد من الرب و هو ساجد باك».

(السابع)- تعمد الأكل و الشرب

إلا في الوتر لصائم أصابه عطش على المشهورو أصل الحكم المذكور ذكره الشيخ في الخلافو المبسوط و ادعى عليه الإجماع و تبعه عليهأكثر من تأخر عنه، و منعه المحقق فيالمعتبر و طالبه بالدليل على ذلك. و هو جيدفانا لم نقف على ما يدل عليه من الأخبار، والى هذا مال جملة من أفاضل المتأخرين ومتأخريهم.

قال في الذكرى: أما الأكل و الشرب فالظاهرانهما لا يبطلان بمسماهما بل بالكثرة فلوازدرد ما بين أسنانه لم يبطل اما لو مضغلقمة و ابتلعها أو تناول قلة فشرب منها فانكثر ذلك عادة أبطل و ان كان لقمة أو شربةفقد قال في التذكرة يبطل لان تناولالمأكول و مضغه و ابتلاعه أفعال معدودة.انتهى.

و قال في المنتهى: لو ترك في فيه شيئا يذوبكالسكر فذاب فابتلعه لم تفسد صلاته عندناو عند الجمهور تفسد لانه يسمى أكلا. أما لوبقي بين أسنانه شي‏ء من بقايا الغذاءفابتلعه في الصلاة لم تفسد صلاته قولاواحدا لانه لا يمكن التحرز عنه، و كذا لوكان في فيه لقمة و لم يبلعها إلا في الصلاةلأنه فعل قليل. انتهى.

اما لو وضع في فيه لقمة حال الصلاة و مضغهاو ابتلعها أو تناول قلة و شرب‏