و العبادات توقيفية يتبع فيها ما رسمهصاحب الشريعة، و هذا هو الذي جاء عنهم(عليهم السلام).
و لو لم يفهم العدد العربية و لا أمكنالتعلم قيل تجب العجمية لأن مقصود الخطبةلا يتم بدون فهم معانيها. و احتمل فيالمدارك سقوط الجمعة لعدم ثبوت مشروعيتهاعلى هذا الوجه.
أقول: و الأقرب وجوب العربية في الصورةالمذكورة، و التعليل بان المقصود منالخطبة فهم العدد لمعانيها مع تسليم ورودهلا يقتضي كونه كليا فان علل الشرع ليستعللا حقيقة يدور المعلول مدارها وجودا وعدما و انما هي معرفات و تقريبات إلىالأذهان كما لا يخفى على من راجع كتابالعلل و ما اشتملت عليه اخباره من العلل.على ان البلدان التي فتحت من العجم و الرومو نحوهما و عينت فيها الأئمة للجمعات والجماعات لم ينقل انهم كانوا يترجمون لهمالخطب و لو وقع لنقل و منه زمان خلافة أميرالمؤمنين (عليه السلام) و كيف كان فالأحوطالخطبة بالعربية و ترجمة بعض الموارد التييتوقف عليها المقصود من الخطبة.
قال شيخنا المجلسي (قدس سره) في كتابالبحار: و الاولى و الأحوط ان يراعى الخطيبأحوال الناس بحسب خوفهم و رجائهم فيعظهممناسبا لحالهم و للأيام و الشهور والوقائع الحادثة و أمثال تلك الأمور كمايومئ اليه بعض الاخبار و يظهر من الخطبالمنقولة. انتهى. و هو جيد.
روى الصدوق في كتاب العلل و العيون في عللالفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) قال:«و انما جعلت خطبتين لتكون واحدة للثناءعلى اللَّه تعالى و التمجيد و التقديس للهعز و جل، و الأخرى للحوائج و الاعذار والإنذار و الدعاء و لما يريدان يعلمهم منأمره و نهيه ما فيه الصلاح و الفساد».انتهى.
أقول: ظاهره ان احدى الخطبتين انما تشتملعلى الثناء و التمجيد و التقديس