حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 11 -صفحه : 489/ 362
نمايش فراداده

فان فيه من المجازفة في المقام التي لاتليق من مثله من الاعلام ما لا يخفى علىذوي الأفهام، و ذلك فان الناظر في كلامهالقاصر عن تتبع الأخبار لحسن الظن به يظنانه لا مستند لهذا القول إلا هذه الروايةمع ان الروايات كما رأيت به متكاثرة والأخبار به متظافرة فيها الصحيح باصطلاحهو غيره، و لا ريب ان الواجب في مقامالتحقيق هو استقصاء أدلة القول و الجوابعنها متى اختار خلافه و لكن هذه عادته (قدسسره) في غير موضع كما تقدمت الإشارة إليه.

ثم انه لا يخفى ان هذه الأخبار قد اشتركتفي كون التمام بمجرد الوصول إلى الأملاكالمذكورة من غير تقييد بشي‏ء من نية إقامةأو استيطان ستة أشهر سابقا كما هو ظاهرسياقها.

نعم في حديث عمران بن محمد اشكال من وجهآخر حيث ان ظاهره وجوب التقصير في خمسةفراسخ مع العلم بانقطاع السفر على رأسها،فإن السفر قد انقطع بالوصول إلى الضيعةالتي قصدها لإيجابه عليه السلام الإتمامفيها، و ربما كان فيه دلالة على مذهب منقال بالتخيير في أربعة فراسخ. إلا انك قدعرفت انه قول مرغوب عنه لدلالة الرواياتالصحيحة الصريحة على ضعفه، و الخبرالمذكور مشكل لا يحضرني الآن وجه الجوابعنه.

و أما ما ذكره المحدث الكاشاني في الوافيمن حمله على غير التخيير- حيث انه حملالأخبار الدالة على الإتمام بمجرد وصولالملك على التخيير و جعل هذا جوابا عنالإشكال المذكور- فلا يخفى ما فيه، لانالتخيير الذي احتمله في تلك الأخبار انماهو في الملك بعد تحقق السفر سابقا، لأنالأخبار اختلفت في حكم الوصول الى الملكبعد تحقق السفر و انه هل يكون قاطعا للسفرأم لا؟ و الإشكال هنا انما هو في حكمه عليهالسلام بالتقصير في الطريق مع انقطاعالسفر بالوصول الى الملك، و هو هنا ليسبمسافر السفر الموجب للتقصير إلا على قولمن يقول بالتخيير في مجرد قصد الأربعة و هولا يقول به، و حمله على ما لا يقول به غيرجيد كما هو ظاهر. و بالجملة