حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 12 -صفحه : 489/ 282
نمايش فراداده

«الفطرة على كل قوم من ما يغذون عيالاتهممن لبن أو زبيب أو غيره».

و ما رواه الشيخ في التهذيب عن إبراهيم بنمحمد الهمداني قال: «اختلفت الروايات فيالفطرة فكتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكرعليه السلام أسأله عن ذلك فكتب إن الفطرةصاع من قوت بلدك: على أهل مكة- و اليمن والطائف و أطراف الشام و اليمامة و البحرينو العراقين و فارس و الأهواز و كرمان- تمر،و على أهل أوساط الشام زبيب، و على أهلالجزيرة و الموصل و الجبال كلها بر أوشعير، و على أهل طبرستان الأرز، و على أهلخراسان البر إلا أهل مرو و الري فعليهمالزبيب، و على أهل مصر البر، و من سوى ذلكفعليهم ما غلب قوتهم، و من سكن البوادي منالأعراب فعليهم الأقط. و الفطرة عليك و علىسائر الناس. الحديث».

و زاد شيخنا المفيد في المقنعة في الخبربعد قوله «فعليهم الأقط»: «و من عدم الأقطمن الأعراب و وجد اللبن فعليه الفطرة منه»و يحتمل أن تكون هذه الزيادة من كلامه (قدسسره).

أقول: و بهذه الأخبار الأخيرة أخذ من قالبالقول المشهور و ضم إليها الأخبار الأولبحمل ما ذكر فيها على جهة التمثيل لا الحصركما توهمه من خالف في المسألة، و صاحبالمدارك لما كان اختياره يدور مدار صحةالأسانيد اختار ما دلت عليه تلك الأخبارالأولة و أجاب عن ما عداها بضعف الإسناد وعدم صلاحيته لمعارضة تلك الأخبار.

و أنت خبير بأن من لا يعتمد على هذاالاصطلاح الذي هو إلى الفساد أقرب منالصلاح فالظاهر عنده هو حمل ما ذكره منالأخبار على ما ذكره، و لهذا اختلفتالأخبار في ذكر هذه الأجناس بالزيادة والنقصان و التبديل و التغيير، فنقص منصحيحة صفوان الشعير و من صحيحة عبد اللَّهبن ميمون البر و زيد الأقط و في صحيحة أبيعبد الرحمن الحذاء و هو أيوب بن عطية عنأبي عبد اللَّه‏