حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 13 -صفحه : 512/ 264
نمايش فراداده

الأرض هل هي كرؤية أو مسطحة؟ و الأقربالأول لأن الكواكب تطلع في المساكنالشرقية قبل طلوعها في المساكن الغربية وكذا في الغروب، و كل بلد غربي بعد عنالشرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروبالشرقي ساعة واحدة، و إنما عرفنا ذلكبإرصاد الكسوفات القمرية حيث ابتدأت فيساعات أقل من ساعات بلدنا في المساكنالغربية و أكثر من ساعات بلدنا في المساكنالشرقية، فعرفنا ان غروب الشمس في المساكنالشرقية قبل غروبها في بلدنا و غروبها فيالمساكن الغربية بعد غروبها في بلدنا، ولو كانت الأرض مسطحة لكان الطلوع و الغروبفي جميع المواضع في وقت واحد. و لأن السائرعلى خط من خطوط نصف النهار الى الجانبالشمالي يزداد عليه ارتفاع الشمالي وانخفاض الجنوبي و بالعكس. انتهى.

و نقل العلامة في التذكرة عن بعض علمائناقولا بان حكم البلاد كلها واحد فمتى رئيالهلال في بلد و حكم بأنه أول الشهر كانذلك الحكم ماضيا في جميع أقطار الأرض سواءتباعدت البلاد أو تقاربت اختلفت مطالعهاأم لا.

و يظهر من العلامة في المنتهى الميل الىهذا القول حيث قال: إذا رأى الهلال أهل بلدوجب الصوم على جميع الناس سواء تباعدتالبلاد أو تقاربت.

و قال الشيخ (قدس سره) ان كانت البلادمتقاربة لا تختلف في المطالع كبغداد والبصرة كان حكمها واحدا و ان تباعدتكبغداد و مصر كان لكل بلد حكم نفسه.

ان كان بينهما هذه المسافة لنا- انه يوم منشهر رمضان في بعض البلاد للرؤية و فيالباقي بالشهادة فيجب صومه لقوله تعالى«فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَفَلْيَصُمْهُ».

و لأن البينة العادلة شهدت بالهلال فيجبالصوم كما لو تقاربت البلاد. و لانه شهدبرؤيته من يقبل قوله فيجب القضاء لو فات،لما رواه الشيخ عن ابن مسكان و الحلبيجميعا عن ابى عبد الله عليه السلام قالفيها: «إلا أن يشهد لك بينة عدول فان شهدوا