- روى الصدوق في الفقيه مرسلا قال: روى انهسئل العالم عليه السلام عن خميسين يتفقانفي آخر الشهر؟ فقال: صم الأول فلعلك لاتلحق الثاني.
قال في الوافي: الآخر في نفسه أفضل و الأوليصير بهذه النية أفضل فافضلية كل منهما منجهة غير جهة الآخر. انتهى.
أقول: و يمكن أن يكون الخبر محمولا على ماإذا كان الخميس الثاني يوم الثلاثين منالشهر فيجوز أن يكون ناقصا فيكون الخميسأول الشهر الذي بعد هذا الشهر فإنه لايلحقه، و اليه يشير قوله: «فلعلك لا تلحقالثاني» و اما حمل عدم لحوق الثاني علىالموت قبله فالظاهر بعده.
و روى فيه أيضا عن الفضيل بن يسار في القوىعن أبى عبد الله عليه السلام قال: «إذا صامأحدكم الثلاثة الأيام من الشهر فلا يجادلنأحدا و لا يجهل و لا يسرع الى الحلف والايمان بالله و ان جهل عليه أحد فليحتمل».
و منها- صوم أيام البيض كما ذكره جملة من أصحابنا بل ظاهر العلامةفي المنتهى انه مذهب العلماء كافة. قال السيد السند (قدس سره) في المدارك: و لمأقف فيه على رواية من طرق الأصحاب سوى مارواه الصدوق في كتاب العلل بإسناده الىابن مسعود قال:
«سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول انآدم لما عصى ربه (عز و جل) ناداه مناد من لدنالعرش يا آدم اخرج من جواري فإنه لايجاورني أحد عصاني، فبكى و بكت الملائكةفبعث الله (عز و جل) جبرئيل فأهبطه إلىالأرض مسودا، فلما رأته الملائكة ضجت وبكت و انتحبت و قالت يا رب خلقا خلقته ونفخت فيه من روحك و أسجدت له ملائكتك بذنبواحد حولت بياضه سوادا، فناداه مناد منالسماء