حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 13 -صفحه : 512/ 357
نمايش فراداده

صم لربك فصام فوافق يوم ثلاثة عشر منالشهر فذهب ثلث السواد، ثم نودي يومالرابع عشر ان صم لربك اليوم فصام فذهبثلثا السواد، ثم نودي يوم خمسة عشربالصيام فصام فأصبح و قد ذهب السواد كله،فسميت أيام البيض للذي رد الله (عز و جل)فيه على آدم بياضه. ثم نادى مناد من السماءيا آدم هذه الثلاثة الأيام جعلتها لك ولولدك فمن صامها في كل شهر فكأنما صامالدهر».

ثم قال الصدوق (قدس سره) بعد ان أورد هذاالخبر: قال مصنف هذا الكتاب هذا الخبر صحيحو لكن الله تبارك و تعالى فوض الى نبيهمحمد صلّى الله عليه وآله أمر دينه فقال عزو جل ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فسن رسولالله صلّى الله عليه وآله مكان أيام البيضخميسا في أول الشهر و أربعاء في وسط الشهرو خميسا في آخر الشهر و ذلك صوم السنة منصامها كان كمن صام الدهر لقول الله عز و جلمَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُأَمْثالِها و إنما ذكرت الحديث لما فيه منذكر العلة و ليعلم السبب في ذلك لان الناسأكثرهم يقولون ان أيام البيض إنما سميتبيضا لأن لياليها مقمرة من أولها إلىآخرها انتهى كلامه زيد مقامه.

و مقتضاه ان صوم هذه الأيام كان أولا فنسخبصوم الخميسين بينهما أربعاء، و هو الظاهرمن قوله عليه السلام في صحيحة محمد بن مسلمأو حسنته المتقدمة بعد ان ذكر صومه صلّىالله عليه وآله صوم داود عليه السلام «ثمترك ذلك و صام الثلاثة الأيام الغر ثم تركذلك و فرقها في كل عشرة يوما. الحديث» فانالمراد بالأيام الغر هي أيام هذه الليالي،و وصفها بذلك باعتبار لياليها لأن اليوميطلق على ما يشمل النهار و الليل.

و أنت خبير بان ما ذكره شيخنا الصدوق من انهذا الخبر صحيح مع كونه‏