حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 14 -صفحه : 496/ 319
نمايش فراداده

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَالنَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ يعني:إبراهيم و إسماعيل و إسحاق في إفاضتهممنها و من كان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبةرسول الله صلّى الله عليه وآله قد مضت كأنهدخل في أنفسهم شي‏ء للذي كانوا يرجون منالإفاضة من مكانهم، حتى انتهى الى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الأراك، فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها، فلما زالت الشمسخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله و معهقريش و قد اغتسل و قطع التلبية حتى وقفبالمسجد فوعظ الناس و أمرهم و نهاهم، ثمصلى الظهر و العصر بأذان و إقامتين، ثم مضىالى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرونأخفاف ناقته يقفون الى جانبها فنحاهاففعلوا مثل ذلك، فقال: ايها الناس ليس موضعأخفاف ناقتي بالموقف و لكن هذا كله، و أومأبيده الى الموقف، فتفرق الناس، و فعل مثلذلك بالمزدلفة، فوقف الناس حتى وقع القرصقرص الشمس، ثم أفاض و أمر الناس بالدعة حتىانتهى الى المزدلفة- و هو المشعر الحرام-فصلى المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثم اقام حتى صلى فيها الفجر، و عجلضعفاء بني هاشم بليل، و أمرهم ان لا يرمواالجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس، فلماأضاء له النهار أفاض حتى انتهى الى منىفرمى جمرة العقبة، و كان الهدي الذي جاء بهرسول الله (صلّى الله عليه وآله) أربعا وستين، أو ستا و ستين، و جاء علي عليهالسلام بأربع و ثلاثين، أو ست و ثلاثينفنحر رسول الله صلّى الله عليه وآله ستا وستين، و نحر علي عليه السلام أربعا وثلاثين بدنة، و أمر رسول الله صلّى اللهعليه وآله ان يؤخذ من كل بدنة منها حذوة منلحم ثم تطرح في برمة ثم تطبخ، فأكل رسولالله صلّى الله عليه وآله و علي عليهالسلام و حسيا من مرقها، و لم يعطياالجزارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدهاو تصدق به، و حلق و زار البيت و رجع الى منىو اقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخرأيام التشريق، ثم رمى‏