حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 15 -صفحه : 596/ 70
نمايش فراداده

جزئيا منه ما لم يوجد. و هذا من لطائفالمعاني نطق به الامام لمن وفق لفهمه.انتهى.

و قال الفاضل المحدث السيد نعمة اللهالجزائري: الوجه ان المقام ظاهرا يقتضيصيغة الجمع، فالعدول عنه الى الافراد لابد له من نكتة و علة تناسبه، و ليست إلاإرادة استغراق جميع الافراد من شهد و منغاب، على ان أهل البلاغة ذكروا ان استغراقالفرد أشمل من استغراق الجمع، و نص عليهالعلامة الزمخشري في مواضع من الكشاف.انتهى.

و قال شيخنا أبو الحسن الشيخ سليمان بنعبد الله البحراني في كتابه ازهار الرياض:سئلت عن هذا الخبر قديما فكتبت في الجواب:لعل مراده- و الله اعلم بمراد أوليائه- انالخطاب بصيغة الجمع يتناول الموجودين وتناوله لغيرهم انما هو بدليل من خارج منإجماع أو غيره، كما تقرر في الأصولمستوفى، و المخالف فيه الحنابلة خاصة، وأطبق الكل على فساده، و صيغة «هلموا» منهذا القبيل. فاما صيغة «هلم» فإنه يمكن انيجعل من قبيل الخطاب العام، كما تقرر فيالمعاني و البيان قد يترك الخطاب منالمعين الى غير المعين قصدا للعموم وارادة كل من يصلح لذلك، و جعلوا منه قولهتعالى وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ وُقِفُوا ونحوه، فكأنه يصلح لغير الموجودين ايضا،فيدخلون بعد اتصافهم بالوجود و الكمال. وحينئذ فحاصله ان العدول من «هلموا» الى«هلم» لذلك فإن صيغة «هلم» تصلح للمذكر والمؤنث، و المفرد و المثنى و الجمع،بالاعتبار المذكور، و لغير الموجودبالتقريب السابق، فيدخل بعد كماله ووجوده‏