بخلاف «هلموا». و معنى «لم يحج يومئذ إلامن كان إنسيا مخلوقا» لم يحج إلا من كانمخلوقا من الانس، لأنهم المقصودونبالخطاب المذكور دون غيرهم. هذا ما ظهر ليفتأمل. انتهى.
أقول: اما صحة إطلاق «هلم» على المذكر والمؤنث، و المفرد و المثنى و الجمع، فهيلغة الحجاز، و بها نزل القرآن العزيز،كقوله تعالى:
وَ الْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّإِلَيْنا و اما أهل نجد و هم بنو تميمفيلحقون بها الضمائر كغيرها من الصيغفيقولون: «هلموا و هلمي و هلما» و اماتناولها في الخبر للموجودين و المعدومينفقد نقل الشيخ فخر الدين بن طريح في كتابمجمع البحرين، قال: و قيل: لفظ «هلم» خطابلمن يصلح ان يجيب و ان لم يكن حاضرا، و لفظ«هلموا» موضوع للموجودين الحاضرين، ويفسره الحديث: «هلم الى الحج». ثم ساقالخبر. و بذلك يزول الاشكال و يستغنى عنهذه التكلفات البعيدة و التحملاتالشديدة، فإنه متى كان هذا اللفظ موضوعافي اللغة لذلك فلا اشكال، و يخرج الخبرشاهدا عليه.
قد عرفت من ما حققناه آنفا ان الإحرامالموجب للكفارات- بفعل ما لا يجوز للمحرمفعله- إنما هو عبارة عن التلبية أو الإشعارأو التقليد، فإن ايها فعل حرم عليه ما يحرمعلى المحرم و ترتبت الكفارات علىالمخالفة. و على هذا فلو عقد نية الإحرام ولبس ثوبيه و لم يأت بشيء من التلبية متىكان متمتعا أو مفردا، و لا بها و لا بإشعارو لا تقليد متى كان قارنا، و فعل ما لا يجوزللمحرم فعله، فإنه