حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 18 -صفحه : 494/ 70
نمايش فراداده

فحلال تعلمه و تعليمه و العمل به لنفسه ولغيره، و ان كانت تلك الصناعة و تلك الآلةقد يستعان بها على وجوه الفساد و وجوهالمعاصي، و تكون معونة على الحق و الباطل،فلا بأس بصناعته و تعليمه، نظير الكتابةالتي هي على وجه من وجوه الفساد، و تقوية ومعونة لولاة الجور، و كذلك السكين و السيفو الرمح و الجوشن و غير ذلك من وجوه الإلهالتي تصرف الى وجوه الصلاح و الفساد، وتكون آلة و معونة عليهما، فلا بأس بتعلمه وتعليمه و أخذ الأجرة عليه و العمل به وفيه، لمن كان له فيه جهات الصلاح من جميعالخلائق، و محرم عليهم فيه تصريفه الىجهات الفساد و المضار، فليس على العالم والمتعلم اثم و لا وزر، لما فيه من الرجحانفي منافع جهات صلاحهم و قوامهم و بقائهم، وانما الإثم و الوزر على المتصرف بها فيوجوه الفساد و الحرام.

و ذلك انما حرم الله تعالى الصناعة التيهي حرام كلها التي يجي‏ء منها الفسادمحضا، نظير البرابط و المزامير و الشطرنج،و كل ملهو به، و الصلبان و الأصنام و ماأشبه ذلك، من صناعات الأشربة الحرام، و مايكون منه و فيه الفساد محضا، و لا يكون منهو لا فيه شي‏ء من وجوه الصلاح، فحرامتعليمه و تعلمه، و العمل به و أخذ الأجرةعليه، و جميع التقلب فيه، من جميع وجوهالحركات، الا ان تكون صناعة قد تصرف الىجهات المنافع، و ان كان قد يتصرف بها ويتناول بها وجه من وجوه المعاصي، فلعلة مافيه من الصلاح حل تعلمه و العمل به، و يحرمعلى من صرفه الى غير وجه الحق و الصلاح.

فهذا بيان وجه اكتساب معايش العباد وتعليمهم في وجوه اكتسابهم. الحديث.

و رواه المرتضى عليه الرحمة في رسالة«المحكم و المتشابه».

و انما نقلناه بطوله لجودة مدلوله ومحصوله، و منه يستنبط جملة من الأحكامالتي وقع فيها الاشكال بين جملة منعلمائنا الاعلام، مثل الاستيجار على‏