حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 21 -صفحه : 641/ 324
نمايش فراداده

الألباب، لاستفاضة الأخبار بأنه بعد فتحخيبر أقر الأرض في أيدي الذين فيها وقاطعهم بالنصف يعنى جميع من كان فيها مناليهود لا شخصا بعينه منهم، أو اثنين أوثلاثة مثلا، و منها صحيحة يعقوب بن شعيبالمذكورة هيهنا، و قوله فيها «أعطاهمإياها على أن يعمروها و لهم النصف مماأخرجت» و في حديث الكناني قال:

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: انالنبي (صلّى الله عليه وآله) لما فتح خيبرتركها في أيديهم على النصف، فلما بلغتالثمرة بعث عبد الله بن رواحة إليهم، فخرصعليهم فجاؤا إلى النبي (صلّى الله عليهوآله) فقالوا: انه قد زاد علينا فأرسل الىعبد الله و قال: ما يقول هؤلاء؟ قال: قدخرصت عليهم بشي‏ء، فإن شاؤا يأخذون بماخرصنا و ان شاؤا أخذنا، فقال رجل مناليهود: بهذا قامت السماوات و الأرض».

و في معناه غيره من الاخبار الكثيرة، فهلترى هنا بعد ذكرهم بطريق الجمع في هذهالموارد مجالا للحمل على واحد منهم، بلالظاهر لكل ناظر انما هو دفع الأرض إليهمكملا بعد فتحها و أخذها عنوة، على أنيزرعوها بالمناصفة، و هذا هو الذي عليهالعمل الان في جميع الأصقاع و البقاع و ذكرالاثنين في أكثر الاخبار انما خرج مخرجالتمثيل، لا الحصر.

و أما ثالثا فان كون العقد يتم باثنينموجب و قابل لا ينافي التعدد في جانب كلمنهما كما في سائر العقود من بيع و غيره،بأن يوجب عنه و عن غيره، و يقبل كذلك فانقيل: انه قد ثبت ذلك بدليل من خارج- قلنا: وهذا قد ثبت بعموم أدلة المزارعة، و لا سيماقضية خيبر كما عرفت، على أنك قد عرفت فيكتاب البيع أن ما ذكروه من العقد المشتملعلى الإيجاب و القبول بالنحو الذي تقدمذكره عنهم لا دليل عليه، و انما الذي دلتعليه الاخبار هو مجرد التراضي‏