حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 24 -صفحه : 639/ 17
نمايش فراداده

في التعارض، و أنه لا مخرج من ذلك إلا بنسخإحداهما للثانية، و إن وقع الاختلافبينهما في أن أيتهما الناسخة و أيتهماالمنسوخة.

و كيف كان فالمسألة بمحل من الاشكال، لماعرفت من الاختلاف في الآيات و الروايات، وإن كان ما ذكرناه هو الذي يترجح في النظرالقاصر و الذهن الفاتر، و الله العالم.

تنبيهات‏

الأول [في أن المجوس من أهل الكتاب أم لا؟‏]

ظاهر الأصحاب أن المجوس ليسوا داخلين تحتإطلاق أهل الكتاب، و أن أهل الكتاب حقيقةإنما هم اليهود و النصارى، و هذا البحثالمتقدم مخصوص بهم و إن ألحقوا بهم في بعضالأحكام.

قال شيخنا في المسالك بعد تمام البحث فياليهود و النصارى: بقي الكلام فيالمجوسية، فإن الظاهر عدم دخولها في أهلالكتاب، لقول النبي صلّى الله عليه وآله«سنوا بهم سنة أهل الكتاب» فإن فيه إيماءإلى أنهم ليسوا منهم و لذلك قيل: إنهم ممنلهم شبهة كتاب، و قد روي أنهم حرقوا كتابهمفرفع و أيضا فلا يلزم أن يسن بهم سنتهم فيجميع الأحكام، و ظاهر الرواية كونه فيالجزية، و يؤيده أنهم رووا فيها أيضا غيرناكحي نسائهم و لا أكل ذبائحهم، فيضعفالاحتجاج ببعضها دون بعض، و الروايةعامية، انتهى.

أقول: المفهوم من بعض الأخبار كونهم منأهل الكتاب و أنه كان لهم نبي و كتاب، فروىفي الكافي و التهذيب عن أبي يحيى الواسطيعن بعض أصحابنا