حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 24 -صفحه : 639/ 482
نمايش فراداده

فلا عدة عليها منه، فإن كان سمى لها صداقافلها نصف الصداق، فإن لم يكن سمى لها صداقافلا صداق لها و لكن يمتعها بشي‏ء قل أم كثرعلى قدر يساره، فالموسع يمتع بخادم أودابة، و الوسط بثوب، و الفقير بدرهم أوخاتم، كما قال الله تبارك و تعالى «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِقَدَرُهُ، وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُمَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ».

[تنبيهات‏]

و تمام الكلام في المقام يتوقف على بيانأمور:

الأول [انقسام حال الزوج إلى اليسار والإعسار و لا ثالث لهما‏]

المفهوم من ظاهر الآية و أكثر الأخبار هوانقسام حال الزوج إلى قسمين، اليسار والإعسار، و المشهور في كلام الأصحاب زيادةقسم ثالث و هو المتوسط، و عليه يدل كلامالرضا عليه السلام في كتاب الفقيه الرضوي،و مرسلة الصدوق المتقدمة، و الظاهر أنهامن الكتاب فإنها عين عبارته، و لا ريب أنهامنه حسب ما تقدم بيانه في غير مقام، سيمافي كتب العبادات، و الظاهر كما استظهره فيالمسالك أن مرجع الثلاثة الأقسامالمذكورة إلى القسمين المذكورين، لأنالقسم الثالث الذي هو الوسط بعض أفراده مايلحق بالأعلى، و بعضها ما يلحق بالأسفل،فهو لا يخرج منهما، و من ثم أنه عليهالسلام في كتاب الفقه بعد أن ذكر الأقسامالثلاثة استدل عليه بالآية التي ظاهرهاإنما هو التقسيم إلى قسمين، و ما ذاك إلامن حيث ما ذكرنا.

الثاني [خروج الموارد المذكورة فيالأخبار مخرج التمثيل لا الحصر‏]

قال المحقق في النافع: فالغني يمتع بالثوبالمرتفع و عشرة دنانير و أزيد، و اعترضهالسيد السند في شرحه بأنه لم يقف علىمستنده، قال: و زاد في الشرائع الدابةأيضا، و هو كالذي قبله، ثم قال: و الأجوداتباع ما ورد به النقل، و هو أن الغني يمتعبالعبد أو الأمة أو الدار، و الفقيربالحنطة و الزبيب و الخاتم و الثوب والدرهم فما فوق.

أقول: الظاهر أن ما ذكره في هذه الأخبارالتي قدمناها من ذكر هذه الأشياء المعدودةإنما خرج مخرج التمثيل لا الحصر، و كلامالأصحاب في عد هذه الأشياء الغير المنصوصةإنما هو بناء على ما ذكرناه، و يشير إلىذلك قول‏