سواء الاعتبارية أو غير الاعتبارية ليستأكثر من أدوات. إن تعلم علم الفقه والحقوقوالأخلاق والسياسة (التي هي من قبيلالعلوم الإنسانية) فهوليس مقدمة العمل.وان الفقه ليس مطلوباً ذاتاً من ناحية أنهعلم بالحلال والحرام، بل هو مطلوب لتجنبالحرام، وامتثال الواجب، وأمثال ذلك،والإنسان يصبح فقيهاً عندما يعمل بأحكامالله، وكذلك علم الأخلاق ليس مطلوب ذاتاً،والإنسان يصبح عالماً بجميع الاخلاق حتىيتخلق في ظل علم الأخلاق.
مثل هذه العلوم، التي هي جزء من شعبالعلوم الإنسانية تعد جزء من الحكمةالعملية وكلها مقدمة عمل. أما العلومالنظرية كالالهيات والفلسفة التي يقالإنها علوم مطلوبة ذاتاً ومستقلة، فليسبمعنى انها ليست مقدمة لعمل، وليس المقصودان فهم الالهيات مطلوب ومقصود ذاتاً، وإذاقيل إن الفلسفة هي علم أصالي والمنطق علمأداتي فالمراد أن الفلسفة ليست علماً تدرسمن أجل علوم أخرى في سلسلة العلوموالأفكار بل مطلوبة ذاتاً، ليفهم الإنسانأن للعالم بداية ونهاية وله مبدأ ومعاد،وبدء وحشر. هذا العلم ليس من أجل علم آخر.لكن المقصود ليس أن هذا العلم لا يكونمقدمة لشيء آخر. بل ان العلم الالهي هومقدمة لأمر آخر وهو العمل، غاية الأمر أنالعمل على قسمين أيضاً. عمل الجارحة وعملالجانحة.
عمل الجوارح بينه أهل الفن في مسائل الفقهوالأخلاق وأمثال ذلك، أما عمل الجانحةوعمل القلب الذي هو اعتقاد فانه يطرح فيالبحوث العقائدية. وإذا أصبح شخص ذا رؤيةكونية فهو من أجل أن يكون معتقداً ويكونلديه إقرار بأن للعالم الهاً، وان هناكحشر ونشر. فالعلم النظري رغم انه يؤمن كمالالعقل النظري ولكن كمال الإنسان، ليسبكمال عقله النظري فقط. العلم ليس من أجلكمال قوة النظر بل إن العلم هو من أجل