كمال إنسانية الإنسان (1).
إن لانسانية الإنسان جناحين وشأنينمنفصلين. لو أراد الإنسان أن يبلغ الكماليجب أن يصبح كاملاً في جناح النظر. ويصبحمتكاملاً في جناح العمل أيضاً. عمل القلبهو هدف، وعمل عقل النظر، وهو الفكروالتفكير هو أداة، توضيح الموضوع هو انالروح لأنها مجردة فان شؤونها تكون مجردةأيضاً، وربما نسجت حجب نورية بينهاوأحياناً حجب غير نورية، هناك حجب كثيرةبين شؤون الروح، وهذه الحجب دقيقة ورقيقةإلى درجة، يكون فهم أساس الحجاب ودقتهورقته ليس عملاً سهلاً.
وهناك نذكر مثلاً حسياً لتوضيح المسألةحتى نصل من هذا المثل الحسي إلى ممثل عقلي،عند ذلك يبين ذلك الممثل بالآيات القرآنيةحتى يتضح وجود حجب دقيقة ورقيقة بين شؤونالنفس.
رواية عن الإمام الصادق:
ذلك المثل الحسي: جاء رجل إلى الإمامالصادق عليه السلام فقال: يا جعفر بن محمددلني على معبودي. فقال له أبو عبدالله:اجلس، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعببها، فقال له أبو عبدالله عليه السلام:ناولني يا غلام البيضة. فنالوه إياها،فقال له أبو عبدالله: يا ديصاني: هذا حصنمكنون، له جلد غليظ وتحت الجلد الغليط جلدرقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضةذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضةولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبةالمائعة، فهي على حالها لم يخرج منها خارجمصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل فيها مفسدفيخبر عن فسادها. لا يدرى للذكر خلقت أم
(1) أصول الكافي، ج 1، ص 79.