الكائنات وما لم يحصل إيجاد انسجام بينهذه الآحاد والطبقات، فإن النظام لا يداربأحسن وجه، وقال في سورة الزخرف:
(أهم يقسمون رحمة ربّك نحن قسمنا بينهممعيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهمفوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياًورحمة ربك خير مما يجمعون) (1).
وكما ان اختلاف الطبقات والقابلياتوالميول والجذب والدفع ليس معياراًللفضيلة، بل الجميع هي لازم بوصفه أداةعمل حتى يتحقق تسخير متقابل وذو طرفين:(ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)، كذلكالاختلاف بشأن المرأة والرجل أي أن الذيلديه قابلية أفضل، فهذه القابلية ليستعلامة على فضيلة معنوية وتقرب إلى الله.إذا استطاع ان يحصل على قائدة أفضل من هذهالقابلية وان يعمل باخلاص أكثر فلديه تقوىأكثر، ويكو أقرب إلى الكمال المحض من هذهالناحية، ولكن إذا لم يستفد من هذهالقابلية ولم يتقرب إلى الله سبحانه فقدتكون هذه القابلية الزائدة وبالاً عليه.فالقابليات وإن كانت فضيلة ظاهرية ولكنهاليست دليلاً على التقرب إلى الله. دليلالقرب هو الاخلاص والتقوى وأمثالها.
بناء على هذا، فان هذه الفوارق هي من أجلان تسخر مجموعة مجموعة أخرى بصورة متقابلةومن الطرفين ولا يحق لأحد ان يسخر شخصاًآخر ولا يصبح نفسه مسخراً ولا يستطيع شخصان يطلب من الآخرين تسخيراً من طرف واحدبامتلاك قوة وامكانات في القابلية أو غيرالقابلية بل (ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً) أييجب أن يكون تسخير متقابل وخدمات متقابلةحتى يدار النظام بأحسن وجه، وإذا لم يكنالتسخير متقابلاً فهو
(1) سورة الزخرف، الآية: 32.