جمال المرأة و جلالها

عبداللَّه الجوادی الآملی‏

نسخه متنی -صفحه : 397/ 345
نمايش فراداده

درس العفة والعاطفة لا درس الشهوةوالغريزة، وان ما يلاحظ من محاولة العالمالاستكباري الاستعانة بالغريزة والشهوةفهو من أجل أنه يريد ان يقلع هذه الآصرة منمكانها وإضعاف هذا البنيان المرصوص، ولكنالإسلام يسعى إلى حفظ هذه الآصرة فيالحجاب حتى يظل هذا البنيان المرصوصسليماً.

المرأة في ثقافة الغرب:

إن سر أن العالم العربي لديه ثقافة منحطةفي هذا المجال هو ان معرفتهم للإنسان هيكمعرفتهم للكون، وبعبارة أخرى إن معرفتهمللإنسان هي فرع من رؤيتهم للكون، رؤيتهمالكونية هي في مستوى (ما هي إلا حياتناالدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلاّ الدهر)(1)، ولأنهم يرون العالم محدوداً في نشأةالطبيعة، وليس لديهم معرفة بما وراءالطبيعة، لذلك يعتبرون الإنسان محدوداًفي حدود الطبيعة، وهم يعرفون الجسم فقطوليس الإنسان.

إنهم يرون ان بدن الإنسان يشكل كل حقيقةالإنسان، ولأنهم يرون ان بدن الإنسان علىشكلين، أما بصورة امرأة أو بصورة رجل، لذايظنون ان المرأة والرجل يختلفان، كما أنأبدانهما مختلفة.

الشخص الذي تكون معرفته للإنسان على أساسرؤيته الكونية المادية، لا يسير سيراًعمودياً في العالم أبداً ولا يعلم ما هومبدأ ومنتهى سير حياة الإنسان، بل يسيرأفقياً دائماً، وكما أن معرفته في النجوموالبحر والنبات والحيوان، والأرض والمعدنوغيرها معرفة مادية، كذلك معرفتهبالإنسان، فهو لا يعتبر للإنسان مقاماًأفضل مما هو في عالم الطبيعة، ولا

(1) سورة الجاثية، الآية: 24.